واصلت الصحف السودانية، الصادرة السبت 12 يناير، تغطيتها الإخبارية المركزة على ما سمي بوثيقة "الفجر الجديد". وكان تم توقيع الوثيقة مؤخرا بالعاصمة الأوغندية كمبالا بين "الجبهة الثورية" وأحزاب سودانية معارضة بهدف إسقاط نظام الحكم في الخرطوم. وركزت الصحف على ما قاله الرئيس عمر البشير خلال زيارته لولاية "الجزيرة" حول الوثيقة وتأكيده أن الموقعين عليها سيحاسبون وأن السودان لن يحكمه شخص مدعوم من قبل إسرائيل وأمريكا. وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة "السوداني":سنحاسب الموقعين على "وثيقة كمبالا" ، وأشارت في التفاصيل إلى أن الرئيس البشير شن هجوما عنيفا على الأحزاب الموقعة على وثيقة كمبالا ووصفهم ب"الخونة والمارقين" وأن الحكم في السودان لن يأتي من كمبالا أو بدعم من الصهيونية وأمريكا بل عن طريق الشعب وأن أرض السودان لن يدنسها "أي طابور أو عميل". ذكرت الصحيفة أن حزب "المؤتمر الشعبي" هدد بالانسحاب من تحالف "قوى الإجماع الوطني" إن لم تتراجع وتتبرأ من وثيقة "الفجر الجديد" الموقعة في كمبالا مع "الجبهة الثورية". ونقلت عن الأمين العام للحزب إبراهيم السنوسي قوله إن الوثيقة بها مسعى واضح لفصل الدين عن الدولة واستبداله بنظام علماني، لافتا إلى أن حزبه مع سياسة تغيير وإسقاط النظام عن طريق العمل السياسي وليس المسلح ، مؤكدا أن حزبه تبرأ من الشخص الذي وقع باسمه على تلك الوثيقة. ومن جهتها ، عنونت صحيفة "آخر لحظة" صفحتها الرئيسية : البشير يجدد تحذيره لجماعة "الفجر الجديد" ، وأشارت إلى قول البشير إن الوثيقة التي صاغها ووقع عليها "الطابور الخامس والعملاء" في كمبالا لن تهدد استقرار البلاد و"لن يحكم البلاد شخص مدعوم من قبل إسرائيل وأمريكا أو متحالف مع الشيطان". وفي المقابل ، نشرت الصحيفة خبرا آخر يتصل بالأمر، ونقلت عن أحزاب المعارضة تأكيد رفضها القاطع لتهديدات الحكومة بمنع القوى السياسية التي تتعامل مع الحركات المسلحة من ممارسة العمل السياسي ، وتأكيدها في ذات الوقت على قدرتها على مقاومة أي إجراءات تمارسها الحكومة للتضييق عليها ، موضحة أن المرحلة التي تمر بها البلاد تتطلب الاتصال بالحركات المتمردة وإقناعها ب "النضال السلمي" للخروج من الأزمات التي تعيشها البلاد . أما صحيفة "المجهر السياسي" ، فقد نشرت تصريحات للناطق الرسمي باسم حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم بدر الدين إبراهيم ، قال فيها إن حزبه قادر على مواجهة التحديات التي ظلت تلاحقه منذ توليه السلطة والحكم ، بكل السبل المتاحة . وأكد الناطق أن الحزب يرصد تحركات القوى السياسية التي تسعى لتقويض دوره السياسي والتنظيمي منذ أكثر من 15 عاما ، فضلا عن الضغوط الإقليمية والدولية التي لازالت تمارس عليه . ونقلت الصحيفة بيانا لحزب "البعث القومي" وصف فيه وثيقة كمبالا بأنها "مشروع رجعي تقسيمي" وأن الوثيقة نسخة مكررة من برنامج هيكلة الدولة السودانية الذي أخرجته "الجبهة الثورية" من قبل مع إدخال تغييرات طفيفة عليه ، كما أكد الحزب أن الوثيقة تمثل "سقطة تاريخية ، ومشروعا لتفتيت السودان" .