محمد إسماعيل سلامة الشمسُ تضْوي في الغَمَام مثلما تمشي على استحيائها بكرٌ .. إلى حُضنِ الحبيب تقاربا .. تعانقا .. تداخلا .. فبتُّ مَشدوداً إلى ذاك المَغيب وكل ذكرى في دَمِي تبكي صِبا الأمس القريب تملكتني رعشة البردِ وناحَتْ في ضلوعي صَرخة العُمر الرتيب والروحُ يُطلقُ مِنْ زَفيري طائراً بألفِ عَيْنٍ يَرْصُدُ الحُبَّ الشبيب ويَسْتَرقّ السَمعَ في الكون الرحيب يصغى إذا مَرّت به آهات روحٍ عاشقٍ أو مُتعبٍ مثلي .. غريب حتى تداني الليل يُسدل سِترَهُ وانسلَّ من غِمْدِ الزمان حارسا لعاشقين في هروب وغابت الشمسُ وعادت وحشة الليلِ الكئيب وحُوصِرَ الدَّمعُ فلا تبكي المآقي مثلما تبكي القلوب كفّنتُ أحلامي بأكفان الرضا وقلتُ هذي فرصتي كيما أتوب ! جفَّتْ رياحيني فمالي والهوى ما كان مثلي عاشقا والآن أصبحت الرقيب ! يكفي احتراقا في خريف العمر من تِيه الذنوب ردَّدْتُ أذكار المنام والسلام والكروب ... تمَسَّكت بي وحدتي وقسَّمتني في يَميني ثلجها وفي شِمالي أنَّ صَدري في اللهيب واستسلم الروح فلا جِفنٌ يغيب وكل ذنبي أنني أرسلتُ عيني في الغروب ولي فؤادٌ خاليٌ ولي شبابٌ ... كالمشيب !