أكد قنصل إيران بمصر" محمود صادقي " أن مصر وإيران يشتركان في الإمكانات الضخمة في الجانب الصناعي والزراعي ومن المتوقع زيادة التعاون بين الدولتين في هذه المجالات. وقال إن العلاقة بين مصر وإيران من أقدم العلاقات تاريخيا وهناك العديد من الأسباب التي تجعل من مصر علي رأس الدول التي تستهدف إيران التعاون معها منها: أن مصر تتمتع بموقع جغرافي متميز رابط بين أوروبا واسيا وأفريقيا و مصر هي اكبر دولة في المنطقة العربية حيث تتوسط التقاطع الإفريقي- الأوروبي- الاسيوي ولديها اتفاقات تجارية هامة مع هذه الدول في الوقت نفسه. وأضاف في حواره مع "بوابة أخبار اليوم أن إيران تحتل المركز الأول عالميا من حيث المخزون الاستراتيجي للنفط والمركز الثاني عالميا في المخزون الاستراتيجي للغاز الطبيعي، كما تحتل المركز الثامن عشر في معدل الدخل القومي وتحتل المركز الحادي عشر في تصنيع السيارات المحلية حيث تنتج 2 مليون سيارة سنوياً. وأوضح أن إيران من أكبر الدول المنتجة للكهرباء، حيث حققت الاكتفاء الذاتي ومن مصدري الكهرباء للعالم حيث تنتج 60 ألف ميجا وات،واستطاعت أن توصل شبكات الكهرباء حتى للقرى الصغيرة التي يصل تعداد سكانها 20 شخصا فقط. وقال إن المحطة الكهرونووية التي تم تشغيلها مؤخراً،تنتج ألف ميجاوات وتعمل الحكومة الايرانية على زيادة إنتاج الكهرباء خلال الفترة المقبلة. وحول تضرر إيران من الحصار المفروض عليها دوليا قال القنصل الإيراني إن الحصار أفادنا كثيرا خاصة أن هذه العقوبات لم تكن سياسية تجاه الحكومة فحسب، بل كانت موجهة بأسلوب قاس ضد المجتمع الإيراني الأمر الذي دفعه للمثابرة على تصنيع السلاح والذخائر وتطوير الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، كما أن إيران حاليا لا تشعر بضغط هذا الحصار، بعد ان حققت الاكتفاء الذاتي حتى من القمح الذي يتراوح إنتاجه ما بين 13 و14 مليون طن سنويا كما انها تعد في ظل هذا الضغط الاقتصادي من أكبر الدول المنتجة للمحاصيل البستانية في العالم. وأكد اقنصل الإيراني إن إيران مستعدة لتقديم أي مساعدة تحتاجها مصر على جميع المستويات سواء في مجال البترول أو الغاز أو حتى النقل التجاري والصناعات الثقيلة،كما أن إيران لديها شركات كبرى لتصنيع مولدات الكهرباء العملاقة بما يساهم في حل مشكلة مصر للكهرباء وبأشكال عدة إلا أن الجانب المصري لم يطلب التعاون مع الحكومة الإيرانية . وفيما يتعلق بأهم المشاريع التي يمكن لرجل الاعمال المصري الاستثمار فيها داخل إيران أوضح أنه بخلاف مجال الطاقة والبترول فإن ايران لديها وفرة في مجال الاستثمارات التعدينية وتحتاج لعدد كبير من المستثمرين في هذا المجال، خاصة أن العمالة المدربة موجودة و قانون الاستثمار الايراني يسمح بوجود نسبة 25% من العمالة الأجنبية لكل مستثمر أجنبي بما يفتح أبواب كثيرة لحل أزمة البطالة في مصر وتوفير فرص عمل مناسبة لكل ذي خبرة وكذلك يسمح بتبادل الخبرات بين البلدين ولا تعتبر اللغة عائقاً في عملية تبادل الخبرات تلك فالمجتمع الايراني يجيد لغات اخرى غير الفارسية يمكنه التعامل بها مع المستثمرين. وأضاف أنه سيتم عقد ملتقى مصري ايراني بين وفود من رجال الأعمال المصريين والإيرانيين خلال شهر يناير المقبل لعرض هذه المشروعات. وردا على سؤال حول تخوف المصريين من نشر المذهب الشيعي داخل مصر قال قاسمي : أعتقد ان أساس هذه الشائعات بين فئات المجتمع المصري من بسطاء ورجال أعمال ليست نابعة من الكيان المصري وإنما هي شائعات تم ترويجها عن عمد من جانب دول لا يرضيها توطيد العلاقات بين مصر وإيران وعلى رأس هذه الدول امريكا وإسرائيل وقد تكون هناك جهات أخرى . وقال في هذا الإطار أشير الى علاقة الدولة الايرانية بجيرانها من دول الجوار من أهل السنة ومن أمثلتها باكستان التي يغلب عليها المذهب السني ودول شمال ايران وتركيا ذات المذهب السني والعلماني ودول جنوبايران ،التي تضم قطر والإمارات والسعودية الذين يمثل فيهم المذهب السني الفئة الغالبة على المجتمع وعلى الرغم من ذلك توجد علاقات وثيقة بين جميع الدول وإيران. وأوضح أنه علي سبيل المثال على المستوى السياحي في عام 2011 سافر 2 مليون إيراني إلى تركيا، كما أن مليون إيراني سافروا إلي دبي ومليون ونصف الي العراق وما يقارب 700 الف الى السعودية للحج والعمرة وعدد كبير لدول أوروبا واسيا الوسطي . وعن السياحة الايرانية الى مصر قال القنصل العام إن الإيرانيين يتشوقون لزيارة مصر والاستمتاع بالسياحة فيها وكذلك شركات السياحة المصرية أيضا ترغب في اجتذاب السائح الإيراني فهناك أكثر من 60 شركة سياحة كبرى تقدمت ببرامج للشعب الإيراني وعروض أسعار رائعة لاجتذاب نوعية جديدة من السياحة إلى مصر وطالبوني بتسهيل زيارة السائح الإيراني لمصر إلا أن المشكلة تكمن في صعوبة الحصول على التأشيرات من السلطات المصرية .