عايزين الحق، ولا (ابن عمه)؟ الحقيقة أن الكثيرين من أبناء هذا الوطن صاروا لا يريدون الحق، ويعشقون (ابن عمه) لأن الحقيقة دائماً ما تكون مرة مثل (العلقم). لذلك يحلو للكثيرين عدم سماعها، وإن سمعوها لا يريدون تصديقها!! الحقيقة المرة أن الكثيرين من أبناء هذا الشعب أصبحوا مثل (العاق) لأمه يحبها، ولكنه لا يخاف عليها، ولا يقلق عليها كما يجب أن يكون في العلاقة الطبيعية بين الابن، وأمه!! أصبحوا لا يستحقون شرف الانتساب إلى هذا الوطن. الحقيقة المرة أن الكثيرين في الفريقين لا يرون إلا أنفسهم، وحشودهم، ولا يستمعون إلا لما يحلو لهم من الهتاف، وإذا جاءهم صوت (عاقل) جعلوا أصابعهم في آذانهم، واستغشوا ثيابهم، وأصروا، واستكبروا استكبارا!! الحقيقة المرة أن الكثيرين من الفريقين أصبحوا لا ينظرون إلى مصلحة الوطن، ولكن يسعون سعياً حثيثاً لتحقيق مأرب أخرى شخصية فقط لا غير!! الحقيقة المرة الواضحة أن الحروب الأهلية تبدأ بمناوشات هنا، وهناك، ثم سرعان ما تنتشر كانتشار النار في الهشيم في ربوع الوطن وهذا ما يحدث عندنا، وإلا فما تفسيرك لما حدث، ويحدث عند الاتحادية، والمحلة، والشرقية، وكفر الشيخ ...ألخ؟! الحقيقة المرة أنه لا خاسر إلا الوطن، والفريق الذي سيظن نفسه منتصراً لن يجد أرضاً يرقص عليها (رقصة النصر) فرحاً بما حقق لأن النار ستحرق الجميع. الحقيقة المرة التي لا يود أحد رؤيتها، ويدفن رأسه في الرمال أن الفريقين بينهم أبواق تثير الفتنة، ولا تسعى لتهدئة الموقف المستعر، بل تخرج تصريحات من كلا الجانبين تزيد من شدة النار المتأججة في الصدور فلتصمت تلك (الغربان) الناعقة من الجانبين حباً لله، ولمصر. الحقيقة المرة أنني لا يهمني كل تلك التقسيمات، والتسميات (إخواني، وليبرالي، وعلماني)، وغيرها إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم، وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان أنا لا يهمني إلا مصر، وشعب مصر مثلي مثل الكثيرين الذين تتألم قلوبهم لما يحدث، فالقاتل مصري، والمقتول مصري أياً ما كان الجانب الذي يقف فيه، أو الفكر الذي ينتمي إليه. ونعم للحوار لرأب الصدع، ولا بديل عن التحاور. هذا هو الحق أما ابن عمه فلا أعرفه ولله الأمر من قبل، ومن بعد.