فضت الشرطة التونسية اشتباكا في العاصمة، الثلاثاء 4 ديسمبر، بعدما هاجم إسلاميون موالون للحكومة زعماء نقابات عمالية يتهمونهم بالتحريض على احتجاجات ضد الحكومة التي يقودها الإسلاميون في الأسبوع الماضي. وقال شاهد من رويترز إن عدة مئات من الإسلاميين المسلحين بالسكاكين والعصي هاجموا تجمعا للاتحاد العام التونسي للشغل وهو نقابة العمال الرئيسية في العاصمة وحطموا نوافذ المقر بالحجارة. وتدخلت الشرطة عندئذ للفصل بين الطرفين. وقال الشاهد إن نحو عشرة أشخاص أصيبوا في الاشتباكات، وهتف الإسلاميون بشعارات تصف زعماء الاتحاد باللصوص وتتهمهم بأنهم يريدون تدمير البلاد. وردد المئات من أعضاء الاتحاد اليساريين شعارات في الشوارع المجاورة لمقره تدعو إلى إضراب عام وسقوط الحكومة التي تقودها حركة النهضة. وأيد أعضاء الاتحاد احتجاجات على مدى ايام ضد عدم وجود فرص عمل أو تنمية في بلدة سليانة الفقيرة الاسبوع الماضي. ووصلت حركة النهضة إلى السلطة العام الماضي بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي قمعت الدولة البوليسية في عهده الإسلاميين وتبنت العلمانية. وقال محتج لم يذكر اسمه "ستلقى النهضة مصير بن علي. لم يختاروا عدوهم جيدا."، وفي وقت لاحق تبادل الإسلاميون واليساريون الرشق بالزجاجات والحجارة قرب مقر الحكومة حيث تجمع نحو 2000 من أعضاء الاتحاد في مظاهرة مناهضة لرئيس الوزراء حمادي الجبالي الذي ينتمي لحركة النهضة. ولم يشارك سلفيون في احتجاجات اليوم على ما يبدو. واعتبر فتحي دبك العضو بالاتحاد ما حدث رسالة من حركة النهضة لوقف النشاط النقابي وقال إن هذه نفس الوسائل التي كان يستخدمها بن علي. ونأت الحركة بنفسها عن الهجوم على أعضاء الاتحاد الذين تجمعوا لتأبين زعيم عمالي شهير ودعت إلى ضبط النفس. وقالت إنها تدين بشدة الهجوم العنيف على المحتجين وتعبر عن تضامنها مع كل المصابين ، وأضافت أنه ينبغي إخلاء مقرات كل الهيئات الوطنية من جميع وسائل العنف.