محمد لطفى لا أري.. الحكومة ولا البرلمان في أحسن حال، ولكن أري صراع الجبابرة بين الطرفين! ويبدو أن صناعة الأزمات بينهما صناعة مزاجية، فإذا كان المزاج عال العال انعكس ذلك علي المواطنين بالغبطة والسرور وذابت كل المشكلات، وإذا تعكر المزاج زادت العكننة ودفع المواطنون فاتورة هذه الخلافات.. شيء من هذا لمسته بعد تجدد أزمة البنزين والسولار ولا يكفينا تصريح د.عبدالله غراب وزير البترول بأن المنتجات البترولية متوافرة في معامل التكرير والمستودعات!.. وبعيداً عن المزايدات التي يحترفها البعض لا نريد مسكنات ونريد حلولاً عاجلة ومواجهة بيع السولار في السوق السوداء بكل حزم لا أسمع.. شيئاً عن الجدل الواسع والانقسامات بين القوي والتيارات السياسية بعد قرار البرلمان بتخصيص 05٪ من مقاعد اللجنة التأسيسية للدستور من نواب الشعب والشوري..! والحقيقة أن الدستور الجديد أمر يهم كل المصريين ويتعلق بمستقبلهم ومن الطبيعي أن يكون دستور بلدي لكل الناس ولا يقتصر علي فصيل واحد ولا يتجاهل جهابذة القانون والفقه الدستوري خاصة اذا كانت وجهة نظرهم ان هذا الاجراء باطل!. ولا أدري لماذا التسرع وسلق الدستور وحشر بعض العناصر غير القادرة علي العطاء في هذا التخصص ولننظر حولنا لدينا من الخبراء الدستوريين والغريب في الأمر أن بعض المستشارين أعلنوا رأيهم بصراحة وقالوا إن اشتراك النواب يخالف كل الأعراف الدستورية وأصل الدساتير هي الخالق للسلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية وليس المخلوق وهو ما استقر عليه حكم المحكمة الدستورية عام 4991 ويرون أن يكون أعضاء الجمعية التأسيسية مستقلين تماماً عن كل سلطات الدولة، فلماذا المكابرة والمزايدات واعطاء البعض ميزة عن الآخرين وصناعة الأزمات؟ لا أتكلم.. من الشعبية الجارفة بين المسلمين والمسيحيين المُحِبّة للراحل البابا شنودة الثالث، فقد كانت جنازته مهيبة ودخلت في موسوعة جنازة العظماء، وبرحيل هذا الرجل نكون قد فقدنا صوتاً معتدلاً ومتسامحاً في أوقات تعالت فيه وتيرة التطرف. وقداسة البابا كان يحظي باحترام وتقدير من الشعب المصري بكل طوائفه في الداخل والخارج وهذا يرجع إلي تاريخ الرجل ومواقفه الوطنية ومسيرته مع الكنيسة.. ودفاعه عن مصالح مصر العليا ويكفي المصريين فخراً ما قدمه الراحل من أجل دعم الحوار مع الإسلام ودفاعه عن القدس وكان صمام أمان ضد الفتنة رحم الله بابا المصريين والعرب.