أمانى صادق تأخذني الأحداث والمواقف المتصاعدة بين مصر وأمريكا إلي الوراء قليلا. فعندما أعلنت مصر عن رغبتها في تفعيل العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين منذ خمس سنوات تقريبا من خلال إنشاء منطقة تجارة حرة، واجه الاقتراح عقبات واعتراضات كبيرة وجرت مناقشات ومداولات مطولة علي أعلي مستوي وللأسف كلها باءت بالفشل لإنها تتعارض مع المصالح الأمريكية بالمنطقة وحتي لا تصبح مصر قوة اقتصادية في المنطقة تهدد صديقتها المدللة إسرائيل وتؤثر علي اقتصادها!! وفجأة تنقلب الموازين والاتجاهات فمع اندلاع الثورة وانقلاب الأوضاع تبدل المخطط ومعه أظهرت الإدارة الأمريكية وجها مختلفا، وظهرت عليها فجأة نوبة من الكرم الحاتمي ففتحت خزانتها لتبدد منها دولاراتها يمينا وشمالا علي منظمات غير معروفة وربما مشبوهة تطلق علي نفسها »جمعيات أهلية« لتقوم بأنشطة سياسية لخلق صراعات واضطرابات تهز كيان الدولة وتثير الفتن وتنشر الفوضي وتقوض الاستقرار لهدف واحد هو اجهاض الثورة حتي لا تستأسد مصر وتخيف حبيبتها إسرائيل. وعندما كشف مخططها الشيطاني بدأت تلوح بقطع الصدقة أو الحسنة أو المعونة التي تمنحنا إياها سنويا، حتي تعطي لنفسها مبررا للتدخل في شئوننا. ونعم ما فعل د. أحمد الطيب شيخ الأزهر بإعلانه تأييد الدعوة التي خرجت من المصريين الشرفاء بالاستفتاء علي هذه المعونة الملعونة المسمومة الملوثة بالذل والمهانة وإنا لقادرون بإذن الله وعونه علي تدبير قيمة هذه المعونة من جميع فئات الشعب المصري الحر الذي يملك الإرادة علي اتخاذ قراراته وتوحيد كلمته لتحريره من عبودية هذه المعونة. ولو تكاتفت الدول الإسلامية لأصبحت أكبر القوي علي الأرض لما يملكونه من ثراء ساهم في جعل أمريكا بما عليه الآن لأنهم يستثمرون أموالهم في تقوية اقتصادها ولو استثمروه فيما بينهم لما كان علي الأرض مسلم فقير ويكفي أن تعرف ان أمريكا دولة مفلسة مديونة بما يزيد علي 41 تريليون دولار وبعد ذلك مازال صوتها عال وتفرض إرادتها علي العالم؟!