يالها من مصادفة قاسية أبكت نواب المجلس البرلماني المصري في أولي جلساته، عندما انهمرت دموع النائب أكرم الشاعر وهو يطالب بحق شهداء ومصابي الثورة ومن بينهم نجله الدكتور مصعب الذي هو أيضاً من مصابي الثورة ويتلقي علاجه حالياً في ألمانيا وحدد مشدداً »أننا نريد القصاص ولا نريد المال« بالتأكيد »القصاص« وليس »المال«، وعبر بنبرات خنقتها الدموع عن ابنه الذي أصيب في أحداث الثورة ويعالج حالياً في ألمانيا وأن قلبه ينفطر شوقاً إليه وهو الحي المصاب وقارن بينه وبين أهالي شهداء الثورة الذين لم ولن يخفف الدمع لوعة فراقهم.. ولن يفيد البكاء في عودتهم إلي الحياة مرة أخري!. من المؤكد أن الثورة لن تترك أحداً تلوثت يداه بدماء المصريين وأموالهم لأن مصر دوماً لحبيبها سلامة ولعدوها نهاية.. ولكن لابد وأن ننظر إلي المستقبل ونستثمر كل امكانياتنا ونستغل ثروتنا الحقيقية المتاحة بيننا وتفتقدها دول كثيرة من حولنا ألا وهي الثروة البشرية التي استطاعت بها دولة مثل اليابان أن تنهض وتصبح دولة اقتصادية عظمي رغم أنها لا تملك سوي البشر والبراكين!.. وماليزيا التي تحولت بقوة العزيمة وصدق النية من دولة زراعية إلي قوة اقتصادية كبري! مصر اليوم وهي تحتفل بثورتها تمر بأشد الظروف توتراً، وهذا يجعل لكل فرد منا رجلاً كان أو امرأة دوراً في البناء والتنمية قبل أن تصيبها الشيخوخة وهي في عز الشباب.. فلنمت جميعاً في حب مصر، ونطلب القصاص من أنفسنا لأنفسنا لنعوض ما فاتنا وهو كثير والثورة مستمرة ولكن للبناء والمشوار طويييييل.