د. الشوادفى منصور شرىف الحقيقة ان الخوض في تلك القراءة قد ينشأ عنه حرج ولغط كثير، إلا اننا سوف نحاول بقدر الاستطاعة ان نخضع مواقف المرشحين المحتملين لكرسي رئاسة مصر للتقييم الموضوعي بعيدا عن الهوي الشخصي، وهم: عمرو موسي امين الجامعة العربية السابق، والفريق احمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور عبد المنعم ابو الفتوح امين عام اتحاد الاطباء العرب، وحمدين صباحي رئيس حزب الكرامة، والدكتور محمد سليم العوا المفكر الاسلامي الكبير، والشيخ حازم ابو اسماعيل احد رواد السلف الصالح، والفريق خير الله رجل المخابرات السابق، وبعض المرشحين غير المعروفين اعلاميا وعددهم لابأس به. بلا مجاملة فإن اكثر المرشحين اثارة للجدل الاعلامي خلال الشهور الماضية، هم: الفريق شفيق وعمرو موسي والدكتور البرادعي - قبل انسحابه من حلبة الصراع -، اما د. ابو الفتوح ود. العوا وحمدين صباحي والشيخ ابو اسماعيل فنصيبهم من الجدل الاعلامي قليل، اما بقية المرشحين فهم خارج المنافسة ولسوء حظ المرشحين انهم وقعوا فريسة للاعلام الساقط ذي الاجندات الخارجية، فانهالت عليهم السهام من كل صوب، فسقط اولهم د. البرادعي الحائز علي جائزة نوبل للسلام، رغم دوره الواضح في اسقاط نظام مبارك، فأصيب بسهام التيار الاسلامي المتشدد وخناجر فلول العباسية ومطاوي مصطبة العكش قبل الاعلان عن فتح باب الترشح بعدة اشهر.
أما عمرو موسي وزير خارجية مصر المحبوب في عهد مبارك ومصدر ثقته والتي مكنته من امانة الجامعة العربية لعشر سنوات، فأصابته عدة سهام قاتلة اخطرها علي الاطلاق اتهامه بتسليم ليبيا (ماستر كارد) لقوات الناتو برعاية قطرية ومظلته كامين عام لجامعة الدول العربية فسقطت ورقة ليبيا من شجرة الجامعة العربية، ( كما اسقط البرادعي العراق من نفس الشجرة في 2003، وفقا لرواية الفلول)، ومما زاد البلة طينا موقفه المائع في اول ازمة تواجهها الدولة في احداث مجلس الوزراء وقصر العيني بتعليق عضويته في المجلس الاستشاري فضلا عن فشله في استقطاب الفصيل الاسلامي واتهام الثوار له بولائه للحقبة المباركية، فانهارت شعبيته التي اكتسبها من موقفه العدائي لاسرائيل علي حد قول شعبان عبد الرحيم.. أما الفريق شفيق، كما يصفونه بأنه ذو الكاريزما المحببة للكثير من المصريين، وما له من تاريخ عسكري مشرف كأحد رجال اكتوبر الشرفاء، وانجازه الرائع في اعادة الوجه الحضاري لمصر بمطاراتها في ربوع مصر، فمازالت الخناجر والسهام القاتلة تلاحقه اينما يذهب، ومنها علي سبيل المثال وليس الحصر اتهامه من ثوار التحرير بالمسئولية الجنائية عن معركة الجمل بصفته رئيس وزراء مصر، والتي كانت سببا رئيسيا لاجباره علي الاستقالة، اضافة لكونه احد رجالات مبارك المخلصين، واتهامه بتسهيل تهريب اموال اسرة مبارك وحسين سالم وابنائهم واصهارهم للخارج، بالاضافة لخلفيته العسكرية التي يرفضها الاخوان والثوار، وهي تهم لو صحت لاطاحت به خارج المنافسة
أما الدكتور العوا والدكتور ابو الفتوح والشيخ ابو اسماعيل وحمدين صباحي، فالشارع السياسي ومحللوه يرون افتقادهم لخبرة ادارة الدولة واعتمادهم علي اسلوب المناظرات والخطاب الاعلامي، وذلك لا يؤهلهم لقيادة دولة بحجم مصر.. اما السهم القاتل الذي قضي علي آمال المرشحين من عباءة التيار الإسلامي، فجاء من الاب الشرعي الدكتور محمد بديع مرشد عام الجماعة، وهو إعلانه عدم دعم اي مرشح من ابنائها او منتم للتيار، وجار البحث عن مرشح توافقي، ذلك الطرح الذي وجد استحسانا من الغالبية، فقدمت اسم منصور حسن الاعلامي والسياسي المخضرم ووزير ثقافة واعلام ورئاسة الجمهورية في عهد السادات، والذي كان قاب قوسين او ادني من حكم مصر، فلم يقبلها علي جثث معتقلي مصر من رموزها الدينية وسياسييها ومثقفيها وشخصياتها العامة 1981 وقدم استقالته وقبلها غيره.
تلك قراءة سريعة لمواقف المرشحيين الحاليين، قابلة للنقد والعصف بها، او قبولها، والسؤال الآن: ما رأي الشعب فيمن يتولي رئاسة مصر؟.. وللحديث بقية بإذن الله.