واصلت هيئة السكك الحديدية نزيفها المستمر وخسرت اكثر من 70 مليون جنيه نتيجة الاعتصامات وقطع قضبان السكك الحديدية، وخرج المسئولون عن الهيئة ووزير النقل يصرخون من هذه الظاهرة مرارا وتكرارا، دون ان تتحرك اجهزة الدولة وعلي رأسها وزارة الداخلية للقبض علي هؤلاء المخربين، ودون تفعيل ما يسمي بقانون الطواريء ولا ان يخرج قانون تجريم الاعتصامات وقطع الطرق من ثلاجة الحكومة!. ومع مطلع العام الجديد وحتي الان شهدت السكك الحديدية مايقرب من 10 حالات قطع لقضبان السكة الحديد وتوقف حركة القطارات علي خطوط الوجهين البحري والقبلي بدأت مع احتفالات المصريين بالعام الجديد، حيث قام بعض من اهالي محافظة المنيا بالاعتصام علي قبضان السكك الحديدية اعتراضا علي إنشاء محطة تقوية لإحدي شبكات التليفون المحمول، وبسبب إختفاء اسطوانات البوتاجاز توقفت حركة القطارات مرة أخري بعد اربعة ايام فقط، ولكن هذه المرة كانت بمحافظة سوهاج، حيث قام بعض اهالي قرية البلينا بالاعتصام علي القضبان احتجاجا علي عدم توافر أنابيب البوتاجاز، وبعدها بأسبوع واحد فقط توقفت حركة قطارات الوجه البحري بسبب اعتصام عمال إحدي شركات الإسكندرية علي القضبان بين محطتي كفر الدوار وسيدي جابر للمطالبة بتحسين أوضاعهم دون ان يكون للسكك الحديدية ذنب في ذلك، ثم عادت الاعتصامات مرة أخري لخطوط الوجه القبلي وتحديدا يوم الخميس قبل الماضي، وتوقفت حركة قطارات الوجه القبلي لاعتصام عدد من الأهالي علي القضبان في ديروط بمحافظة أسيوط، احتجاجا علي عدم توافر أنابيب البوتاجاز، معترضين حركة القطارات بين القاهرةوأسوان، وفي نفس التوقيت، اعتصم عدد من المواطنين بمحطة سكة حديد كوم امبو احتجاجا علي نتيجة الانتخابات، حيث قاموا بتحطيم زجاج واجهة القطار رقم 903 القادم من أسوان إلي القاهرة. استعراض عضلات وبعدها بيوم واحد عادت الاعتصامات مرة أخري الي محافظة المنيا، وتوقفت مجددا حركة قطارات الوجه القبلي، عقب اعتصام أهالي قرية بني أحمد بالمنيا احتجاجا علي عدم توافر أنابيب البوتاجاز، وقاموا باعتراض حركة القطارات علي الخط الطوالي بين القاهرةوأسوان، وأخيرا توقفت حركة القطارات يوم الاحد الماضي بعد اشتباكات دامية بين الركاب والعمال الذين اعتصموا علي القضبان بمحطة مصر برمسيس للمطالبة بالتثبيت، واضطر العمال المعتصمون إلي فض اعتصامهم علي القضبان، بعد توقف نحو ساعة بعد قذف الركاب لهم بالحجارة. أين الأمن والقانون؟ يبدي المهندس هاني حجاب رئيس هيئة السكك الحديدية اسفه لأن تكرار اعتصامات الأهالي علي القضبان أصبح يحدث بشكل شبه يومي، بل يصل بعض الأيام إلي حدوث أكثر من اعتصام في اليوم بمناطق مختلفة علي طول خطوط السكك الحديدية، وقال ان الاعتصام علي قضبان السكك الحديدية وتوقف حركة القطارات وتعطيل مصالح المواطنين ليس وسيلة للتعبير عن الرأي بل يجب ان نعتبره جريمة يعاقب عليها القانون. وتعجب رئيس هيئة السكك الحديدية من تكرار الاعتصام علي القضبان وإيقاف حركة القطارات من قبل الأهالي؛ بسبب مطالب فئوية لا علاقة لها بالهيئة وقال انه لابد من تفعيل قانون تجريم الاعتصامات علي الطرق من أجل إيقاف مسرحية تعطيل القطارات، مناشدا الشرطة القبض علي كل من يحرض أو يتزعم الاعتصام علي القضبان، ويقوم باعتراض حركة القطارات، وإحالته للنيابة العامة والمحاكمة العاجلة، حتي يكون ذلك رادعا من أجل إيقاف مسرحية الإيقاف المتعمد للقطارات. وأضاف حجاب ان خسائر الهيئة من إيقاف القطارات وصلت لنحو 70 مليون جنيه، فضلا عما يسببه الاعتصام علي شريط السكك الحديدية من ارتباك في جدول تشغيل القطارات، يستمر حتي بعد فض الاعتصام، بالإضافة إلي تعطيل مصالح المواطنين الذين يتم حجزهم بالقطارات بالساعات طول فترة توقف الحركة. 424 حالة يؤكد الدكتور جلال سعيد وزير النقل إجمالي حالات التجمهر علي خطوط السكة الحديد بلغت حوالي 424 حالة خلال الفترة من 25 يناير 2011 حتي يناير الجاري بسبب المطالب الفئوية مما أدي إلي تكبد الهيئة خسائر تصل إلي 70 مليون جنيه، مشيرا إلي أن هذه الاضرابات والوقفات الاحتجاجية أدت بدورها إلي توقف أكثر من 2276 قطار وعدم انتظام سير القطارات بمعدل 105 دقائق لكل قطار. وأوضح سعيد أن قطاع الطرق لم يكن أوفر حظا من السكة الحديد حيث تم قطع الطرق خلال شهر يناير الجاري تسع مرات في هذه الفترة الوجيزة. وناشد المواطنين الشرفاء لعدم تغليب المصلحة الشخصية علي المصلحة العامة ومراعاة ظروف الآخرين وعدم التسبب في تعطيل دور هذه المرافق الحيوية في حركة تسهيل انتقالات المواطنين وتيسير نقل البضائع بين محافظات الجمهورية تجنباً للآثار السلبية علي مصالح المواطنين والاقتصاد القومي للبلاد. واشار وزير النقل الي انه ناشد فضيلة الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف و الدكتور علي جمعة مفتي الديار نشر التوعية من خلال منابر المساجد المنتشرة في أنحاء الجمهورية لتوضيح مدي خطورة استمرار ظاهرة قطع خطوط السكك الحديدية والطرق علي الوضع الاجتماعي والاقتصادي للدولة، وقال ان وزير الاوقاف طالب من الائمة والدعاة توضيح عقوبة قطع الطريق علي الناس من خلال الدروس اليومية وخطب الجمعة كل أسبوع. ودعا الوزير إلي عدم الاضرار بالاقتصاد الوطني خصوصا في قطاع النقل الذي يعد أهم شريان لنقل المواطنين من المحافظات.