بعد أن هنأت صديق عمري محمد الهواري.. الصعيدي الجدع.. برئاسة مجلس إدارة »أخبار اليوم«، وتمنيت له النجاح والتوفيق في هذه المرحلة الصعبة والعصيبة.. ودعوت له بالعبور بدارنا العملاقة إلي آفاق أرحب.. وجدته يسألني: متي مباراة الأهلي والزمالك في الدوري؟ لم يدهشني السؤال لأن الهواري له بصمات في عالم الصحافة الرياضية، وفهمت منه ما يدور في عقلي وذهني من ضرورة استثمار لقاء القمة في الاحتفال بالذكري الأولي لثورة يناير. اتفقنا.. الهواري وأنا.. علي أنه إذا كانت الظروف لم تسمح باستضافة منتخب عالمي، أو فريق عربي للعب في القاهرة، كما كان يرغب المجلس الأعلي للقوات المسلحة، فإنه آن الأوان لقطبي الكرة المصرية أن يلعبا الدور الذي يتناسب مع مكانتهما، وأن يشاركا بفاعلية في دفع عجلة التنمية. ليست المسافة بعيدة بين 52 يناير و3 فبراير.. إنه مجرد أسبوع.. وبما أن الاحتفالات بثورة يناير لن تجري في يوم واحد.. وإنما يمكن أن تمتد إلي منتصف فبراير، أو قبل ذلك بقليل، ففي هذه الحالة من السهل ببعض التنسيق بين الناديين الكبيرين واتحاد الكرة، أن توضع مباراة القمة كفقرة أساسية في كرنفال الاحتفالات، فيدعي إليها الضيوف من أسر الشهداء والمصابين، وكبار المسئولين في الدولة، ومن يراه المنظمون لإنجاح المناسبة التاريخية. أيضاً إذا قوبل الاقتراح بترحيب، أو مجرد دراسة فإنه يتعين علي الجميع أن يشارك في القمة من منظور مختلف، كأن تعلق الزينات، وتنشر اللوحات الجميلة في المدرجات، في وجود الأسر والعائلات. ليس هذا فقط.. وإنما يسبق المباراة الكبري لقاءات أخري تجمع بين فناني وقدامي الأهلي وبين فناني وقدامي الزمالك.. ولا مانع من دعوة المطربين لإمتاع الجماهير بيوم تعود فيه كل أشكال الذوق والاحترام اللذين اختفيا من الساحة بصورة مرعبة. ويبقي دور الإعلام.. الذي ينبغي أن يتعامل مع مهرجان من هذا النوع بأسلوب بعيد تماماً عن التعصب.. وبمنهج قريب جداً من أصول التوعية.. فربما كانت تلك البداية الحقيقية لإرساء قواعد ثابتة ومتينة، تقف عليها مباريات القمة القادمة، وتلعب فيها كرة القدم والأهلي والزمالك تحديداً الدور اللائق والمحترم. فعلاً.. هذا وقت الكبار.. وليس غيرهم.. ولا مؤاخذة.