فكرة برنامج مصري أو عربي، أظن انها كلمة يصعب تصديقها، فرغم ان أعداد القنوات الفضائية تضاعفت في السنوات الماضية، وتضاعف معها مساحات الهواء التي تحتاج إلي ملء فراغها بالبرامج، إلا انه نادرا ما نجد أحدهم يبتكر فكرة جديدة يمكن ان نقول عليها إنها فكرة مصرية خالصة، ورغم ان نظرية قص ولصق الأفكار هي الأكثر السائدة في الفضائيات إلا أنه حتي ذلك لم يضمن النجاح لهذه البرامج، أو يكون النجاح محدودا سريع الزوال، ربما لأن استنساخ فكرة يجعلها مشوهة غير قادرة علي التطور، فعشرات البرامج المصرية حاولت استنساخ برنامج »أوبرا وينفري« التي حافظت علي نجاح برنامجها الذي وصل عمره إلي 42، وحقق هذا البرنامج خلال العام الأول 521 مليون دولار حصلت هي منه علي 03 مليونا لتشتري بعدها البرنامج وتقوم بإنتاجه وتضاعف نجاحها لتصبح واحدة من أكثر 001 شخصية تأثيرا في العالم عام 5002. نجاح أوبرا امتد إلي د. فيليب كالفين الشهير ب»د. فيل« والذي بدأ عندما طلبت أوبرا في عام 5991 ان يتناقش معها من أجل محاكمة في مدينة تكساس عن الممتنعين عن أكل اللحوم، وفوجئت المذيعة بأسلوبه وطريقته في الكلام بحيث انها أعلنتها للجميع ان سبب فوزها في تلك القضية التي انتهت عام 8991 يعود للدكتور فيل. ودعته للحضور في برنامجها المشهور (أوبرا).. وكان رد فعل الجمهور ايجابيا جدا لدرجة انه أصبح يظهر في التليفزيون اسبوعيا كخبير لإعطاء النصائح في العلاقات الناجحة. وفي عام 2002 أنتجت شركة هاربو (منتجة برنامج أوبرا) برنامج دكتور فيل المعروف ببرنامج دكتور فيل. أي ان نجاحه لم يكن نتيجة علاقات شخصية أو مفروضا علي الجمهور. وبالتالي لا يمكن لأساتذة التنمية البشرية أو الفنانين المصريين في منافسة نجاحه في برامجهم لحل مشكلات الناس معتمدين علي نظرية »لازم نحب بعضنا« أو »الحب هو...« والتي لا تتعدي الدردشة أو أحاديث غرف النوم. وبعيدا عن البرامج التي تعتمد علي شخصية المذيع النجم فنظرة واحدة علي الفضائيات والبرامج الأجنبية تؤكد ان الابداع لا يتوقف عند كاريزما المذيع والدليل برامج لا وجود للمذيع فيها علي الاطلاق مثل برنامج »الرقص مع النجوم« الذي حاز علي جائزة أكثر البرامج شعبية لعام 9002 وتعتمد فكرته علي احضار بعض نجوم الغناء والتمثيل وتدريبهم علي الرقص مع محترفين ليتسابقوا فيما بينهم، وتمتد المسابقة من خشبة المسرح إلي ما خلف الكواليس ليجد المشاهد نفسه يعيش مع النجم ويتعرف أكثر علي شخصيته. البرامج الواقعية وبرامج المسابقات هي أكبر مثال علي عملية القص واللصق التي تعتمد عليها القنوات العربية والتي لم تشغل نفسها حتي محاولة تقليدها فقررت شراء اسم البرنامج واستنساخها باللغة العربية رغم ان بعضها لا يتناسب مع التقاليد والأعراف العربية مثل برنامج »ستار اكاديمي« أو برنامج »اكس فاكتور« وغيرهما.