كانت صدمتي شديدة في محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية بعد أن التقي يوم السبت الماضي مع المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة بعد أن صدر القرار بتكليف د.كمال الجنزوري بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطني الجديدة، ومع أن اللقاء مع محمد البرادعي كان الهدف منه مثلما حدث مع غيره من المرشحين المحتملين للرئاسة وبناء علي طلب البعض منهم هوالتباحث في كيفية الخروج من الأزمة الراهنة ومدي إمكانية تشكيل مجلس استشاري يعاون رئيس مجلس الوزراء والمجلس العسكري في المرحلة المقبلة بالرأي وحتي نهاية انتخاب مجلس الشوري لكن العنتري محمد البرادعي خرج بعد هذا اللقاء ليؤكد استعداده للتنازل عن الترشح لرئاسة الجمهورية وتولي رئاسة حكومة إنقاذ وطني بصلاحيات كاملة للاستجابة لطلب شباب وقوي الثورة المجتمعة في ميادين مصر. وبدأ السيد البرادعي بعد ذلك لقاءات مع ممثلي الشباب والحركات السياسية والقوي الوطنية من أجل التوصل لتوافق وطني حول حكومة الانقاذ الوطني المنشودة بهدف أن يضغطوا معه علي المجلس العسكري حتي يتراجع عن تكليف د.الجنزوري بوزارة الإنقاذ الوطني. في هذه اللحظة سقط من نظري محمد البرادعي بعد أن استباح لنفسه بهذا التصرف أن يعمل علي هدم هيبة الدولة ويحدث نوعا من البلبلة لدي الشعب خاصة السادة ثوار التحرير الذين لاأعرف لهم رأي محدد حتي الآن فيما يطلبونه ومايريدون تحقيقه لمصر بعد أن بدأت مصر أولي خطوات الديمقراطية بانتخاب ممثلي أعضاء مجلس الشعب وبدأت أولي هذه المراحل في تسع محافظات يوم الاثنين الماضي ، ولاأعرف ماذا يقصد السيد البرادعي بتصريحاته هذه..هل كان يريد أن يتراجع المشير طنطاوي عن قراره بتكليف د.الجنزوري بعد ساعات من صدوره ويكلف سيادته بتشكيل حكومة إنقاذ وطني وكأن مصر أصبحث عزبة للدكتورالبرادعي أومن يساندونه ؟ وهل يعتقد سيادته أن بقية طوائف الشعب المصري ستتوافق عليه ؟ وإذا كانت له كل هذه الشعبية فلماذا لم يفضل الانتظار لانتخابات الرئاسة التي أشك أن يفوز بها بعد تصريحاته الأخيرة ؟ وأين ستكون هيبة هذه الدولة التي يريدها د.البرادعي إذا تم التراجع عن قرار د.الجنزوري ليتولي سيادته رئاسة حكومة الإنقاذ الوطني مع أنني أثق تماما أنه لايعلم حقيقة أوضاع هذا البلد بنسبة 10٪ مما يعرفها د.الجنزوري، ولايعرف طبيعة وتفاصيل مشاكلها ولانوعية الشخصيات التي يجب أن يستعين بها في تشكيل الحكومة في حالة تولي سيادته لأن معرفته بهذه الشخصيات محدودة.وأخيرا أسأل السيد البرادعي : لماذا رفض قبول تشكيل هذه الحكومة عندما طلب منه د.الجنزوري نفسه قبولها إذا عرضت عليه قبل أن يتم تكليف د.الجنزوري بها ثم جاء الآن ليعلن استعداده لقبولها إذا طلب منه ذلك . يادكتور برادعي إتق الله في هذا البلد الذي يمر حاليا بأصعب مرحلة في حياته ولايتحمل مؤامرات تمزيق المجتمع التي يقودها البعض وسيادتك في أولهم، بعد هذه التصريحات التي أطلقتها.