قامت ثورة يناير بفكر وهمّة شباب مصر الشرفاء، ووقف معهم الشعب والجيش.. وبمرور الأيام بدأت تظهر فئات وحركات وأحزاب وفلاسفة.. كل منهم يتسابق لنيل قطعة من الكعكة التي هي عجينة لم تستو بعد! وتوالت المظاهرات والجمعات بمسمياتها العجيبة، والوقفات الاحتجاجية والفئوية، ومعها تزداد البلطجة والتعديات علي أرضنا الزراعية والمباني وحرمات الشوارع والميادين، وتزداد الفرقة والخلافات والفتن ، وتزداد الخسائر بالمليارات بسبب تأثر البورصة والسياحة وتعطيل العمل ووقف عجلات الإنتاج! وتزداد بهدلة مصر وإهانتها، وهي لا تستحق منا كل هذا، بل تحتاج منا الآن في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الثورة، توحيد الصفوف وإنكار الذات والتصدي للفساد والبلطجة والتعديات، ثم العمل والمزيد من العمل والإنتاج، ودراسة وتنفيذ كل رأي حر وصادق، وكل فكرة صائبة لمصلحة وطننا الغالي. وفي هذا الصدد يسرني أن أقدم فكرة جريئة، لا تحتاج سنوات وشهوراً لدراستها وتنفيذها، بل من الممكن دراستها بجدية خلال أقل من شهر بل في أسبوع واحد، وتنفذ علي الفور، وهي جمع زكاة المال من كل أبناء مصر القادرين، واستحداث وزارة أو هيئة عليا تابعة لوزارة الأوقاف، تقوم بدراسة جادة ومثلي ومنظمة لجمع زكاة المال بواسطة تشغيل عدد كبير من شباب الوطن خريجي الجامعة. وتخصص هذه الأموال أولاً لمصارف الزكاة المعروفة، ثم يؤخذ جزء منها للاقتصاد والمشروعات التنموية لتشغيل أكبر عدد من الشباب العاطلين، ويخصص جزء آخر لسد ديون مصر وجزء آخر لرفع الحد الأدني لموظفي الدولة والمعاشات. وإني كواحد من عاشقي تراب هذا الوطن الغالي قولاً وفعلاً، علي يقين بأن أموال الزكاة كفيلة بحل الكثير من مشاكل مصر وتحقيق رفاهيتها بمرور الأيام، فزكاة المال تؤدي للأسف الشديد بطريقة عشوائية، ومن الناس من يتهاون في أدائها، إما لجهله لمصارفها وإما لبخله وتعمده وعدم إيمانه بآدائها كركن من أركان الإسلام! يا سادة.. كفي جحوداً وإهانة لمصر.. وكفي تلويثاً وتمزيقاً لثوب الثورة النقي الطاهر. مصر في حاجة الآن لحبكم وإخلاصكم وتفانيكم لها بالعرق والعمل والحفاظ علي أمنها في الداخل والخارج، وكرامتها وتاريخها العظيم. حفظك الله يا مصر وأكثر من شرفائك وعشاقك. إنه ولي ذلك والقادر عليه.