فؤاد قنديل كاتب وروائي متميز ، له العديد في الروايات والقصص القصيرة والدراسات الأدبية التي أثري بها الحياة الثقافية منها "أشجان" ، والناب الأزرق، والسقف، وشفيقة وسرها الباتع، وعشق الأخرس وموسم العنف الجميل وعصر واوا وبذور الغواية وصدرت له أربع مجموعات قصصية، هي: عقدة النساء ، وسكلام الليل، والعجز وعسل الشمس، كما صدرت له أربع دراسات، هي: شيخ النقاد: محمد مندور ونجيب محفوظ كاتب العربية الأول، و»إحسان عبد القدوس عاشق الحرية«، ونظرات في المرآة والزواج. "حدثني عن البنات " هي أحدث أعمال كاتبنا الكبير التي صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن سلسلة "أصوات أدبية" وهي أول كتاب يصدر له بعد حصوله مؤخرًا علي جائزة الدولة التقديرية في الآداب. وتضم المجموعة سبع عشرة قصة، من عناوينها "حب خريفي بطعم العواطف "و"حرث النار، الشبكة، أجمل رجل قبيح في العالم، من ينقذ القمر، جموح قلب منسي، صحراء حليمة، الترسة، وحيدان" وغيرها. يأتي إهداء المجموعة بشكل مبهم يحمل علامات الاستفهام التي ربما تعني حيرة الكاتب في لمن يهدي هذه المجموعة التي بدأت بالقصة التي تحمل عنوان المجموعة وهي "حدثني عن البنات" والتي تدور حول الحفيد والجد الذي يبلغ التسعين من العمر حيث يمتلك الحكمة والخبرة والرؤية الصائبة ويسأله الحفيد سؤال العنوان " حدثني عن البنات " وتأتي الإجابة في حكايات طويلة من الجد نستشهد ببعض سطورها: أخذ جدي نفسا وعاد يتأمل النور القادم من النافذة ، لمح غصنا من شجرة النبق يهتز تحت جسدي عصفورين يختطفان القبلات ويطيران في دورة قصيرة نزقة عاد جدي يتطلع إلي وقد بدا انه لا يجيد الكلام ، وانه شاخ قليلا عما كان منذ قليل .. أحسست بغصة في حلقي ، وبأني علي وشك البكاء .. بل ترقرق الدمع في عيني .. عندئذ قال جدي : زوجه يا محمود ممن يحب . ............... تزوجت ممن أحب .. وطلقتها بعد عام فقط كانت مشكلات عائلتها ثقيلة وعاصفة، زعزعت عش الحب.. وبعد أن اندملت جراحي، اشتقت إلي الدفء والقهوة.. فعدت إلي جدي ليحدثني عن البنات وقلوب البنات.