آخر كلام

واحد أخرس.. قال.. لواحد أخرس!

صاحبي سعيد بك مراد أرسل لي رسالة طريفة: تعرف حال مصر دلوقت عامل إزاي؟
عامل ازاي يا جميل؟
- »مصر دلوقت عاملة زي واحد أخرس بيقول لواحد اخرس ان واحد اطرش سمع واحد اعمي. بيقول انه شاف واحد مشلول بيجري ورا واحد اقرع بيشد في شعر رأسه«.
»ايه البلاغة دي يا عم سعيد. ومين العبقري اللي شاف الصورة دي. عنده وعندك حق. فعلا الحكاية بقت كده. اخر جنان. واللي فاهم حاجة من اللي بيحصل يقول يا ناس. ويريحنا«!
كان مكتوب لنا فين كل ده؟ ثورة وكلنا فرحنا بالثورة. الثورة والله كانت في صدور الناس سنين طويلة. كانت جبال من الصخور كاتمة علي صدور ونفوس المصريين سنين طوال. احباط ويأس واكتئاب. عيشة صعبة ومقرفة. افتكرنا من القهر اننا حانموت فيها.
الحكم والحكام شابوا وبقوا كلهم عواجيز. ومافيش حاجة ماشية صح. والحرامية كتروا ومسكوا البلد. وركبوا فوق رؤوس الناس والشخصيات الزبالة بقت في كل مكان. مجلس شعب اخر مسخرة. وحكومة كلها حرامية برتبة وزير وانت طالع!
وببركة دعاء المظلومين والمقهورين قامت الثورة. وفي اقل من اسابيع وقع الصنم. واتكومت بقية الاصنام في طرة. لكن ايه اللي حصل؟
زي ما يكون بكابورت مجاري وطفح. في ثواني طلعت ريحة المجاري. وطلعت الصراصير وطلعت الفيران. وكل الحشرات المقرفة. زي ما يكون فيلم مرعب من افلام هيتشكوك القديمة.
الكل أصبحوا فجأة أبطال. والكل بقوا فلاسفة وزعماء. الكل ليل نهار بيتكلم علي مصر. علي أساس انها ميراث ابوه. أو بامارة انه ابو الثورة ومفجرها!
مش عارفين بقينا فين ولا رايحين علي فين. النهاردة وكل يوم بنشوف حاجات غريبة. ونسمع حاجات اغرب. والجدع يلم الصراصير والحشرات. اللي طلعت من بكابورت المجاري وانتشرت في كل شارع.
أما أنا. فرديت علي صاحبي سعيد بك.
لا تقول ولا أقولك.. انت يا باشا واحد اخرس.. بيكلم واحد أخرس!