يتصاعد الاهتمام وتتزايد المخاوف يوما بعد يوم بما يتصور للبعض أن العولمة وفروضها واتجاهاتها ومفاهيمها وما ينبثق منها ويترب عليها ويعد من مضامينها، يعتبر البعض أن نتائجه مؤثرة علينا جميعا ويوجهون النداءات تتلوها النداءات بأن نتحصن من العولمة كأنها عدو قادم لاقتحامنا أو وباء سيصيبنا... هنا نتساءل قليلا متي وقف التقدم عند حدود معينة.. ألم يكن العالم دائما ينتقل من مرحلة إلي مرحلة أخري مستجدة ويتلوها التحديث بين الفينة والفينة في جميع افرازاته العلمية والتقنية علي مر الأيام والسنوات. إن العولمة دعوة إلي تدويل المنتجات الصناعية والثقافية والعلمية لمقاييس وموازيين ومعايير معينة ومقومات تغيرت عما كانت عليه بالتفاوت والقدرات في الجودة والتقنية حتي انها اختلفت في النوع من منتج إلي آخر، وإن تداول هذه المنتجات الصناعية بين الدول يعني أن عليها أن ترتقي جميعها إلي مستوي واحد سواء أكان هذا المنتج من الصين أم من أية دولة أوروبية أو دولة عربية علي ألا يكون هناك مستوي اربع نجوم وخمس نجوم، بل يكون الكل في مستوي واحد وكذلك في حفل العلوم والمعارف والتكنيك والاختبار والاكتشافات والبحوث والدراسات.