آلاف الأفكار طرحها السياسيون والمفكرون لإصلاح أحوال مصر وتخليصها من البلاوي المتلتلة التي عانت منها طوال 03 سنة.. ولكننا لم نسمع كلمة واحدة عن الميكروباص، مع أن امبراطورية الميكروباص كانت ومازالت أخطر علي مصر من آل مبارك والعادلي وحرامية المال العام . وإذا كان جهاز أمن الدولة البغيض عذب الناس وشواهم علي الجنبين في زنازين مظلمة، فإن بلطجية الميكروباص يعذبونهم صباحا ومساءً في الهواء الطلق وفي وضح النهار. يستغلون الركاب ابشع استغلال، ويوجهون لهم الإهانات، ويستخدمون معهم كل وسائل الإرهاب دون خوف من الشرطة ولا القانون، وكأنهم دولة داخل دولة. واذا سألت لماذا تتمرد هذه الفئة الكريهة علي القانون، فالإجابة معروفة للجميع : لأن بلطجية الميكروباص عاشوا أحلي أيامهم في العهد البائد الذي كان الفساد دينه وعنوانه، نموا وترعرعوا في عهد شرطة العادلي، واحتضنهم بعض ضباط المرور وأمناء الشرطة عملا بمبدأ »اطعم الفُم تستحي العين« و كانت يد سائق الميكروباص ممدودة دائما داخل فم أمين الشرطة، يطعمه الورقة أم عشرين فيتغاضي عن كل شيء، لا رخص للسيارة، ولا رخص قيادة، ولا اعتراض علي تحويل الشوارع والميادين الي سيرك، فالورقة أم عشرين التي يتلقفها الأمين من كل ميكروباص يمر أمامه تلغي القانون وتمنع العقاب وتتيح كل ممنوع، وتجعل أمين الشرطة يضرب سلام مربع لبلطجي الميكروباص في الرايحة والجاية لأنه ولي نعمته ومصدر رزقه، والرزق يحب الخفية. ولما فاض الرزق مع أبناء العادلي وتورمت جيوبهم ، كان لابد من إجراء عملية غسيل أموال، فغسلوا الرشاوي كما غسلها عمهم من قبل وانطس فيها 7 سنوات . اشتروا ميكروباصات وعهدوا الي البلطجية بتشغيلها، وأصبحوا جزءا من هذه المنظومة الكريهة، ومارسوا البلطجة من الباطن. ثم اندلعت ثورة 52 يناير وتغيرت أشياء كثيرة في مصر. الناس عاشوا الحرية وودعوا الخوف من عفاريت أمن الدولة.. إلا الخوف من بلطجية الميكروباص، فمن يستخدم الميكروباص في تنقلاته خائف دائما.. مطلوب مليونية لكبح جماح بلطجية الميكروباص.