قال الشاب لصديقه: سوف أقاطع الانتخابات. قال صديقه: الرئاسية أم البرلمانية؟ قال الشاب: الاثنان. قال صديقه: أبعد كل ما فعلناه تقول ذلك؟ هل جننت؟ هل انضممت لحزب الأغلبية الصامتة. قال الشاب: صامتة من ياعم، هو حزب الأغلبية الصامدة. قال صديقه: وهل الصمود ان تقاطع الانتخابات. قال الشاب: الصمود هو أن تظل محتفظا بتوازنك، وتعمل عقلك برغم الجاري. قال صديقه: وهل عقلك الذي أعملته هو الذي هداك إلي مقاطعة الانتخابات، الله يخيبك. قال الشاب: اكتشفت تزويرا أخطر يجري طول الوقت من الجميع: أهالي وحكومة. قال صديقه: أين التزوير بعد أن خلعنا المزور الأكبر وكله تمام. قال الشاب: التزوير جار بطرق أخبث وأخطر. قال صديقه: من الذي يزور الآن بالله عليك؟ قال الشاب: دعنا أولا نتعرف علي ما هو »التزوير«. قال صديقه: التزوير هو التزوير، هو أن يتلاعبوا بالقوائم، هو أن يستبدلوا الصناديق، هو أن ينتخب الموتي، وأنت تعرف الباقي. قال الشاب: كنت أحسب أني أعرف لكنني اكتشفت ان ما يجري هو تزوير أخبث. قال صديقه: مثل ماذا؟ قال الشاب: مثل أن تقسم الدوائر علي مقاس فريق بعينه، ومثل أن تحجز 05٪ للعمال والفلاحين بلا عمال ولا فلاحين، ومثل أن تسمح ولو بمقعد واحد للانتخاب الفردي، وأنت تعرف ثمن المقعد من تربيطات وتسهيلات وتشهيلات ورشاوي ليس لها علاقة بكل ما فعلنا. قال صديقه: لكن هذه هي الانتخابات طول عمرها هكذا. قال الشاب: اذن آن الأوان ألا تكون هكذا، وإلا فما فائدة ما عملناه؟ قال صديقه: وكيف لا تكون هكذا بالله عليك؟ قال الشاب: لا أعرف، لن أشارك في هذا الكذب مادام صوتي سوف يضيع وسط زحمة كل هذه التزويرات، سوف يحاسبني الله علي صوتي. قال صديقه: إذن لماذا قمنا بالثورة؟ هل أنت نادم؟ قال الشاب: لا طبعا، أنا فخور بما فعلنا. قال صديقه: يا صلاة النبي وفخرك هذا هو الذي يدفعك ألا تدلي بصوتك؟ قال الشاب: مادام ليس له قيمة. قال صديقه: ايش عرفك؟ يبدو عليك أنك خفت أن ينتصر الإسلاميون. قال الشاب: طبعا لا تفهم، قل لي بالله عليك: كم واحد يمكن أن يدخل الإسلام عبر العالم إذا نجح المسلمون في حكم مصر. قال صديقه: لا أعرف، لكنني أسمع أن أوروبيين كثيرين يشهرون إسلامهم كل يوم. قال الشاب: بارك الله فيهم، وهل سيزيدون إذا حكم الإسلاميون مصر. قال صديقه: لا أظن، لكن ما علاقة هذا بذاك. قال الشاب: ان لم يكن الإسلام حلا لكل البشر مسلمين وغير مسلمين بتقديم قيم جديدة صالحة لهذه الحياة المهددة بالضياع والعدم، فلن يكون حلا للمسلمين وحدهم لا في الدنيا ولا في الآخرة، بصراحة: أنا لا أعرف ماذا أقول لربي لو خدعت فيما يجري من تزوير. قال صديقه: تقول له انك امتنعت عن المشاركة في الانتخابات!!!! يارجل عيب عليك. قال الشاب: سوف أقول له انني امتنعت عن المشاركة في التزوير. قال صديقه: وانك تركت الساحة للمزورين من الجانبين. قال الشاب: آه، صحيح!!!! لا لا عندك، رجعت في كلامي، سوف أنتخب.. قال صديقه: ستنتخب من؟ قال الشاب: لن أقول لك.. أستاذ الطب النفسي كلية الطب جامعة القاهرة