الذين تصوروا ان شرم الشيخ هي سيناء فهذا تصور خاطيء.. لأنها مدينة مثل ذهب.. ونويبع.. وسهل حشيش.. ومرسي علم.. وكلها مدن صغيرة جدا جدا علي خريطة سيناء.. ولا تمثل شيئا داخل شبه الجزيرة التي يحتضنها البحر المتوسط وخليج السويس وقناة السويس والبحر الاحمر وخليج نعمة. من هنا أصبحت العين علي سيناء.. وهذه النظرة ليست وليدة يوم أو ليلة.. لكنها اطماع استثمارية بتخطيطات اسرائيلية وللاسف لم ننتبه لها نعط الاهتمام علي اعتبار أنها تحمل هويتنا المصرية شأنها شأن صحراء مصر. حكومة النظام السابق تصورت ان بناء هذه المدن السياحية في جنوب وشمال سيناء يحد من الاطماع الصهيونية ويغلق الباب علي تخطيطاتهم في المد الاستثماري لشبه جزيرة سيناء.. حتي أصبحت مصر مثل النعامة تدفن رأسها في الرمال وتطلق جسدها في الهواء. القضية الان تطالبنا ان نفيق من غيبوبتنا ونضع كل مدخراتنا في تنمية سيناء.. لماذا خططنا لاقامة مدن سكنية في المجتمعات الجديدة وادرنا ظهرنا لسيناء.. فقد كانت التعليمات مقصورة علي المنتجعات وليست علي التجمعات السكنية.. ومن يذهب الي شرم الشيخ يجد انها مدينة صغيرة لا تزيد علي مساحة 82 ألف كيلو متر مربع والذين يسكنونها لا يتعدون المليون نسمة.. والمقيمون فيها هم عوائل العاملين بالمنتجعات السياحية باستثناء عرب سيناء الذين كانوا ضحية النظام السابق في تهميشهم وعدم السماح لهم بامتلاك الأرض. لقد تبنينا سياسة خاطئة.. شجعنا علي السياحة وفتحت البنوك خزائنها لتمويل بناء القري السياحية بقروض طويلة الاجل.. ولم تمنح قروضا للاسكان أو التعمير وكأن التعليمات التي تمنع من اقامة التجمعات السكنية هي جزء من سياسة اسرائيلية. السؤال هل نحن قادرون علي الدخول في مصادمات وحروب لكسر هذه المخططات؟ والله اذا جربنا وفشلنا بالحلول السلمية سندخل المعركة وسنروي كل شبر في سيناء بدمائنا ولن نسمح لهم يوما بتحقيق مخططهم الاستعماري. لذلك اقول فضوها سيرة.. ولا داعي للاجتماعات وعقد لجان ودراسات والبحث عن مسئول برتبة نائب رئيس وزراء ليرأس لجنة تنمية سيناء.. وهل تعمير سيناء لن يتم إلا علي يد ممثل لمجلس الوزراء.. وتفيدوا من الحملة الشعبية التي اخذت علي عاتقها تجميع »مليار جنيه«.. في رأيي ان نبني بهذا المليار مساكن لهم في سيناء وليس في قلب القاهرة وهي »نواية« تسند زير..