هل شهر رمضان المبارك.. شهر الخير والرحمة.. شهر الانتصارات والفتوحات الإسلامية.. شهر العفو والغفران .. والأمة تمر بظروف قاسية ومنعطفات خطيرة وتتعرض لمستجدات ومتغيرات عاصفة تشي بزلزلتها وتهدد هويتها.. وفي مقدمتها المشروع الصهيوني الاستئصالي الذي يرفض الاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.. ويصر علي نفيه من وطنه.. وسرقة الأرض وتهويد القدس.. هذا الشهر الفضيل هل علي الأمة.. والربيع العربي لم يبلغ بعد غايته.. ولم يحقق أهدافه ..ولا يزال غير مكتمل في عدد من الأقطار.. وخاصة بعد أن وصلت الثورات في ليبيا واليمن وسوريا إلي مرحلة الاستعصاء.. وقد انحازت الأنظمة للحلول العسكرية.. مما يفتح الباب علي مصراعيه للتدخل الأجنبي.. من هنا فإننا نناشد هذه الأنظمة .. ونحن نستظل الشهر الكريم.. أن تكف عن استخدام الحلول العسكرية وأن تفتح باب الحوار مع شعوبها ..وتحترم خيارات هذه الشعوب وحقها في تنظيم المظاهرات والمسيرات السلمية.. وحقها في المطالبة بالحرية والكرامة.. وحقها في الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة سلميا وصولا إلي الحكم الرشيد.. إن نظرة سريعة إلي المشهد العربي القاتم.. تؤكد أن الشعوب علي حق.. وأنها اختارت طريق الثورة السلمية.. بعد أن عجزت هذه الأنظمة عن توفير الحرية والكرامة.. وعجزت عن تحقيق التنمية المستدامة وفشلت في التصدي للفساد والمفسدين.. وفي الوصول إلي ديمقراطية حقيقية.. وتعددية فاعلة تضع حدا لسياسات التوريث والهيمنة علي السلطة.. وتؤسس لنموذج انتقال السلطة سلميا.. في شهر رمضان... نذكر الأمة كلها من جاكرتا إلي طنجة.. بالقدسالمحتلة والأقصي الأسير.. وبالعدوان الصهيوني المستمر علي فلسطين وعلي الشعب الشقيق.. وإجراءات الصهاينة المستمرة لسرقة الأرض وتهويد القدس.. نتفاءل ونحن نستظل شهر رمضان المبارك.. شهر البر والرحمة.. واليمن والكرم.. وندعو الأمة كلها إلي القراءة الجيدة للمرحلة .. وأن تعود إلي المربع الأول.. إلي النبع الصافي.. فتقوم بتوحيد صفوفها.. وتوظيف كل إمكاناتها الهائلة لإنقاذ أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. والتصدي بقوة لجميع المشاريع المعادية التي تستهدف هذه الأمة... لتعود كما أرادها الباري عز وجل .. خير أمة أخرجت للناس.. وكل عام والوطن بخير ..