لاجدال ان التعاون الافريقي يحظي بمستقبل واعد، لما لافريقيا من امكانات وموارد وقدرات كبيرة ،الكثير منها لم يستغل بعد. ولعل هذه الامكانيات وما توفره من فرص اقتصادية حقيقية، تفسر اتجاه القوي الكبري والدول المختلفة نحو هذه القارة البكر، وذلك علي الرغم من التحديات السياسية العديدة التي ماتزال تواجه الكثير من دول القارة السمراء. ففي السنوات القليلة الماضية حدثت تغيرات جذرية حول رؤية العالم لهذه القارة ،حيث أصبحت محط أنظار دول العالم.. و توقع صندوق النقد الدولي أن يكون ستة من أسرع 10 اقتصادات نمواً هذا العام من إفريقيا ، كما أشار إلي أن إفريقيا شهدت نمواً مطرداً في السنوات العشر الأخيرة ،مما جعلها أكثر القارات نمواً بالعالم . كما وصف تقرير لشبكة "بلومبرج" افريقيا، ب "الصين الجديدة"، بينما وصفها اقتصاديون ومستثمرون عالميون بأنها" قارة المستقبل" و"قبلة المستثمرين" لما تشهده من نمو مطرد وكونها سوقا واعدا يتسم بتزايد الطبقة المتوسطة . وهذه الاراء لا تنطلق من فراغ فإفريقيا بجانب انها سوق كبير ويتوافر فيه الايدي العاملة بدرجة كبيرة، تعد أغني تجمع للموارد الطبيعية. ،وتمتلك جزءا مهما من إجمالي احتياطيات الثروات الطبيعية في العالم كالنفط والنحاس والماس والذهب وغابات الأخشاب والفواكه الاستوائية. كما ساهم ارتفاع اثمان المواد الأولية وخاصة البترول، في حدوث تقدم اقتصادي هائل ،حيث حققت القارة نموا اقتصاديا وصل إلي 6%. وتشير التقديرات إلي أن 30٪ من الموارد المعدنية المستخرجة من الأرض موجودة بالقارة الإفريقية، و12 ٪ من النفط المنتج في العالم يأتي من افريقيا،وثلثي مجموع الأراضي الزراعية غير المستغلة بالعالم بإفريقيا، كما يري الكثير من الخبراء ان هناك فرصا كبيرة لدفع النمو والتصنيع في افريقيا من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية خاصة في البنية الأساسية ، وتحسين التعليم . أخيرا ..التعاون المصري الافريقي خيار مهم للدبلوماسية المصرية فبجانب تلك الفرص والامكانيات ،تعتبر إفريقيا امن مصر المائي والقومي، ولذلك تراهن مصر علي تلك القارة من خلال انتمائها الافريقي وتبذل جهدا كبيرا لتعزيز علاقات التعاون معها سياسيا واقتصاديا وتجاريا واستثماريا،مع الاهتمام بتقديم كل أنواع الدعم الفني والخبرات لدولها وذلك وفق احتياجاتها وأولوياتها.