أنا بحب مصر.. وحبي لها ينتظر مليونية.. ولا أعرف لماذا اختاروا شعار »حب مصر« لإقامة مليونية من المليونية التي يشهدها ميدان التحرير من حين لآخر.. هل استثمار اسم مصر هو الذي سيكون سببا في نجاح المليونية.. مع أن كل المليونيات التي أقيمت كانت من أجل مصر.. السؤال لماذا لا تكون دعوتنا هذه المرة من أجل الانتاج والعمل.. لماذا لا ندعو الي الاستقرار والتسامح.. الي احترام الرأي والرأي الآخر.. نتخلي عن سياسة التخوين وتصنيف البشر في تحديد الهوية السياسية، لماذا لا نجتمع علي هدف واحد وهو إعادة بناء مصر بعد تطهيرها من الفساد. فنحن نريد من القوي السياسية التي تخطط للمليونيات ان تخطط لخارطة طريق تفتح بها فرص عمل لتشغيل الشباب.. نريد اليد التي تبني وتحصد ثمار هذه الثورة.. ما أجمل أن يتذوق الشعب ثمرة عمله بعد الثورة.. نريد من إعلامنا ان يصوب كاميراته واقلامه علي مواقع الانتاج.. نريد أن نري ماكينات المصانع وهي تعمل.. الايدي العاملة وهي تنتج.. كيف نحصد هذا ونحن منشغلون في الاجتماعات والترتيبات والتجهيزات للمليونيات. أنا شخصيا لا أعرف لماذا المليونيات مع أن المناخ الذي نعيش فيه الآن يدعونا الي الاستقرار بعد أن تحققت أغلبية مطالب الثورة.. يكفي أن مبارك بدمه ولحمه أمام القضاء الآن.. ورأينا القضاء المصري وهو لا يتعامل مع الالقاب فالمتهم أمامه متهم.. وليس هناك متهم علي رأسه ريشة.. مبارك الذي كانت تهتز له جبال، وترتعد له رجال.. كان مكسورا أمام قاضيه الطبيعي وهو يقول »حاضر.. يا أفندم« هذا هو مبارك الذي كان يحرك الدنيا باصبعه يرقد فوق تروللي »يحاول أن يخفي وجهه وجسده وراء القضبان.. إذن ما هو المطلوب بعد أن تحقق مطلبنا في محاكمات علنية لرموز النظام.. ألا هذا يدعونا الي أن نترك أمورنا الي قضائنا الشامخ ونتجه الي إعادة بناء البلد الذي دمره الفساد وعصابة الحزب الوطني التي أكلت الاخضر واليابس منها؟. لذلك أقول.. كفانا مليونيات رحمة بهذا البلد.. ولو أجرينا استفتاء لهذا الشعب الذي نتحدث باسمه في كل مليونية.. ستكون النتيجة »لا للمليونيات« إن الشعب يريد الاستقرار.. فمن الظلم أن تجتمعوا في ميدان التحرير وتتحدثوا باسم الشعب.. والشعب مستاء لاستغلال اسمه فيما لا يريده، فإذا كان قدرنا في حكومة ضعيفة تحني رأسها للصوت العالي فهذه هي مصيبتنا.. فنحن نريد من يقول لا للفوضي.. لا لاستعراض الشعارات.. لا لشحن الصدور.لقد كانت سعادتنا في أن يعيد المجلس العسكري لميدان التحرير هيبته.. ويخلصه من البلطجية وتجار المخدرات الذين كانوا يندسون بين شبابنا في تظاهراتهم واعتصاماتهم. ونحمد الله أن الصفوة من أولادنا الذين استجابوا لفض الاعتصام.. لقد عاد للميدان هيبته واستقراره.. بقي شيء واحد.. هو ان يبقي علي وقاره بغير فوضي أو لافتات..