معرض فيصل للكتاب الذي نشهد فعالياته هذه الأيام أثبت نجاحه في تجربة جريئة من هيئة الكتاب بتحويل أرض مهجورة مهملة من أملاكها إلي مكان يضج بالحيوية والندوات والمناقشات الثورية حول مستقبل مصر ، فلم يكن أحد يتصور أن يحقق هذا النجاح في الأسبوع الأول بسبب بعد المكان ومواعيد زيارته ، لكن يبدو أن جمهور المثقفين كان متعطشا للإحساس بروح الثورة التي شملت حياتنا جميعا ورغبة الناشرين في إيجاد فرصة لتعويض بعض من خسائرهم من جراء إلغاء معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذا العام مع اندلاع الثورة ، أن المعرض يضم كتبا في جميع المجالات تناقش كل الموضوعات بتخفيضات وصلت إلي 50٪ وهناك كتب تباع بسعر جنيه واحد مجموعة كتب وصل عددها إلي عشرين كتابا بخمسة جنيهات فقط، أنه اوكازيون حقيقي لبيع الكتب لم يحدث لسوق الكتب الجديدة من قبل ، في نفس الوقت شهدت بعض دور النشر حركة محدودة في نشر كتب جديدة عن الثورة التي غيرت التاريخ ، ووجدت سوقا جديدا لبيع ما أصدرته و أكد د. مجاهد رئيس هيئة الكتاب المنظمة للمعرض للجميع أن معرض القاهرة الدولي للكتاب سيقام في نفس موعده ونفس مكانه ، أما هذا المعرض فهو لتعويض الناشرين عن إلغاء معرض القاهرة الدولي وقد شارك فيه 85 ناشرا من بينهم11 ناشرا عربيا ، ورغم هذا النجاح لهذا المعرض الرمضاني غابت دور نشر كبري ربما بسبب عدم اقتناعها بالمكان أو ربما لم تجد مساحة كافية لعرض كتبها أو أنها لم تتأثر بالخسائر التي طالت معظم دور النشر بسبب إلغاء معرض القاهرة ، أيا كانت أسباب هذه الدور في المشاركة ، فأنني اعتقد أن المعرض نجح مرتين مرة لأنه تميز باللقاءات الثقافية المفتوحة والمناقشات الحرة التي حملت روح ثورتنا المجيدة ، وما يحدث في مصر من أحداث جسام يتحدث عنها العالم ومرة ثانية تصميم هيئة الكتاب علي إقامة هذا المعرض علي أرض مهملة كانت في عداد الأراضي المفقودة وغير المستغلة مثل كثير من الأراضي التي تملكها وزارات وهيئات حكومية أخري ولم يفكر أحد في استغلالها لا في إقامة معرض أو حتي حديقة للتنفس ، بالإضافة إلي أن هذا معرض أقيم في منطقة شعبية محرومة من الثقافة ومتعطشة لإقامة مثل هذه المعارض .. إن هذا المعرض بكل هذه المميزات خطوة ناجحة في طريق التغير لمسيرة هيئة الكتاب .