بعد 20 عاما من المحاولات غير الناجحة علي حد قول جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبي السابق لدي القاهرة تستضيف مدينة شرم الشيخ غدا أعمال القمة العربية الأوروبية الأولي بين الجانبين. اهتمام كبير يبديه القادة الأوروبيون بهذه القمة يمنح الدول العربية فرصة ذهبية لتحقيق مصالحها، مقابل تحقيق مصالح الجانب الأوروبي لتكون هذه القمة فائدة للجميع. قادة أوروبا يحضرون إلي القمة وعلي رأس جدول أعمالهم قضية مكافحة الهجرة غير الشرعية والتغير المناخي ومكافحة الإرهاب، في المقابل فإن قضية التنمية الاقتصادية تحتل مكان الصدارة بالنسبة لأغلب القادة العرب. ولا يمكن القول إن هناك أي تضارب في المصالح ولا الأهداف بين الدول العربية والأوروبية بشأن القضايا المطروحة علي القمة، وأن هناك تبايناً في ترتيب الأولويات. فإذا كانت قضية الهجرة قد أصبحت الهاجس الأول للدول الأوروبية، فإن قضية التنمية وإنهاء الصراعات في المنطقة هي محور اهتمام أغلب الدول العربية، وفي نفس الوقت فإنها يمكن أن تكون جزءا أساسيا في استراتيجية مكافحة الهجرة غير المشروعة من خلال القضاء علي أسباب الهجرة سواء كانت اقتصادية بالتنمية، أو أمنية بتسوية الصراعات وإحلال الأمن والسلام. خلاصة القول أن هذا التجمع غير المسبوق لنحو 50 رئيس دولة وحكومة ومسئولاً رفيعاً من الجانبين العربي والأوروبي هو بمثابة فرصة للعرب لتحقيق جانب كبير من مصالحهم سياسيا واقتصاديا وأمنيا في ضوء اهتمام أوروبي واضح في انجاح القمة.