يحظي مؤتمر ميونخ للأمن بأهمية كبيرة علي مستوي العالم لأسباب مختلفة.. ويناقش المؤتمر عدداً من الملفات المهمة في دورته الحالية منها مكافحة الإرهاب، ومراقبة وتتبع بيع وشراء الأسلحة، وفي الحوار التالي نقترب من العقلية الأوروبية وكيف تري الأحزاب في ألمانيا الموضوعات المطروحة للنقاش.. وأكد حسين خضر عضو الأمانة العامة للاندماج بالحزب الاشتراكي الألماني أحد الأحزاب المشكلة للحكومة في ألمانيا في الحوار علي التقدير الكبير الذي يحظي به الرئيس السيسي في ألمانيا، والتطور الإيجابي الذي حدث في العلاقات المصرية الألمانية، وأوضح أن ألمانيا وعدداً من الدول الأوروبية مهتمة بالتجربة المصرية في مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية. أوروبا تتجه لزيادة الإنفاق علي الأمن وتراجع في ميزانيات البرامج الاجتماعية مصر أبهرت أوروبا في مواجهة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية الذئاب المنفردة أصابت دول الاتحاد الأوروبي بالذعر ألمانيا تعدل قوانينها لتتمكن من مواجهة إرهاب جماعة الإخوان • لماذا تم وصف الدورة الحالية لمؤتمر ميونخ للأمن بأنها الأهم في تاريخه؟ - يرجع ذلك للملفات المطروحة للنقاش والتي يأتي علي رأسها مكافحة الإرهاب عالميا، وذلك بعد حالة القلق التي سيطرت أغلب الدول من خطورة انعدام الأمن الدولي، وإدراكهم أن أمان العالم مرتبط بأمان منطقة الشرق الأوسط، وأن أي توترات في الشرق الأوسط يعود بالضرر علي أوروبا، وأغلب الدول الأوروبية تعلمت الدرس من إهمالهم للقضية السورية منذ البداية، وعدم الجدية في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي وبعدما اقتربت القضية السورية من الحل بدأت مشكلة الفارين من داعش وإلي أين سيذهبون تزيد التخوف الأوروبي.. خاصة وأنهم يقومون بهجمات إرهابية فردية غير منظمة ويطلق عليهم »الذئاب الفردية» ومن الصعب لأي نظام أمني أن يتعقبها، وهو ماجعل الموضوع أخطر بكثير من السنين الماضية لذلك تهتم هذه الدورة من المؤتمر بطرق مكافحة الإرهاب عالميا، واستقرار الشرق الأوسط.. أيضا من الموضوعات المهمة التي تتصدر أولويات النقاش في المؤتمر آليات مراقبة وتتبع الأسلحة، سواء صناعة السلاح، أو عمليات البيع والشراء، وذلك اكتشاف أن السلاح الذي اشترته تركيا من دول الاتحاد الأوروبي ومن بينها ألمانيا، في أيدي الجماعات الإرهابية ومنها داعش، وبعد اكتشاف ذلك أوقفت ألمانيا توريد قطع الغيار لتلك الأسلحة، والصيانات والعقود.. ونالت قضية قيام تركيا بإمداد داعش بالسلاح الذي اشترته من ألمانيا حيزا كبيرا في وسائل الإعلام الألمانية والكتب منها كتاب 10 أيام في داعش لكاتب ألماني، خاصة أن أوروبا لا تبيع السلاح إلا للدول والحكومات، والهدف من تتبع عمليات بيع وشراء السلاح هو معرفة الدول التي تشتري الأسلحة وتمد بها الجماعات الإرهابية. • وماذا عن تقرير المؤتمر الذي يتحدث عن انعدام الأمن العالمي؟ - أسبابه حالة الخوف المسيطرة علي غالبية الدول الأوروبية، والاتجاه نحو القومية الوطنية الناتجة عن الخوف والهدف منها الحفاظ علي بقاء الدولة بعد انتشار تهديد الإرهاب وزيادة الحوادث الإرهابية الفردية »الذئاب المنفردة»، حتي أمريكا نفسها أعلنت اهتمامها بشئونها الداخلية، وتسببت حالة الخوف الكبيرة المنتشرة في دول أوروبا لصعود أحزاب وتيارات اليمين وتغيير القوانين التي تعزز الأمن.. فأحزاب اليمين دائما ما تتجة لزيادة البرامج الأمنية وإجراءات الحماية الداخلية وزيادة الإنفاق علي الجيش والشرطة وتخفيض ميزانيات البرنامج الاجتماعي من صحة وتعليم، حتي الأحزاب المعتدلة واليسارية بدأت تتخذ خطوات أمنية لطمأنة مواطنيها.. لانهم اكتشفوا أنهم أهملوا الجانب الأمني لفترات طويلة.. خاصة في ظل زيادة اللاجئين في أوروبا وهجمات الذئاب الفردية التي ظهرت مع دخول إرهابيين لدول الاتحاد الأوروبي تحت مظلة اللاجئين. وكيف تري الاهتمام الدولي وخاصة في ألمانيا بمشاركة الرئيس السيسي في المؤتمر؟ - عندما تبدأ ألمانيا وفرنسا في سياسة معينة فهذا مؤشر أن تلك السياسة اتجاه أوروبي.. ومنذ شهر نوفمبر الماضي ونحن هنا في ألمانيا كأحزاب لمسنا المعاملة المختلفة لمصر والإدارة المصرية من ألمانيا، من حيث التقدير ومستوي التعاون والاحترام وحتي في استقبال الرئيس خلال زيارته الماضية لألمانيا، وخلال تلك الزيارة تم توجيه الدعوة رسميا من رئيس المؤتمر للرئيس السيسي لحضور مؤتمر ميونخ، وهذا يرجع إلي أن الإدارة الألمانية أدركت أن مصر هي الشريك الذي يمكن التعاون معه علي المستوي الأمني، وبعد المستوي الأمني يمكن التعاون في مختلف المجالات الأخري.. خاصة أن مصر تتولي حاليا قيادة القارة الإفريقية.. وقادرة علي تحريك الرأي السياسي الإفريقي.. بالإضافة إلي ذلك فإن مصر تتمتع بثقل عربي وعلاقات قوية جدا مع الدول العربية، وهو جعل مصر تعود لدورها القيادي في محيطها الإقليمي سواء علي مستوي قارة إفريقيا أو المحيط العربي.. بالإضافة إلي ذلك التجربة المصرية الفريدة والناجحة في مكافحة الإرهاب، وهنا في أوروبا وخاصة ألمانيا لم يكن أحد يتوقع أو يصدق أن مصر ستتمكن من عبور عنق الزجاجة والفترات الصعبة التي مرت بها خلال السنوات الماضية ونحن كمصريين في أوروبا فخورون بالانجازات المصرية المتعددة التي حققتها مؤخرا.. وما يعكس الاهتمام الألماني البالغ في تطوير العلاقات مع مصر والرئيس السيسي ما تم خلال الزيارة الماضية للرئيس السيسي إلي ألمانيا حيث تم فتح البرلمان وعقده خلال إجازته وأرسلوا للنواب للحضور وقطع إجازتهم وهو مالم يحدث من قبل.. بالإضافة إلي أن مصر الدولة الوحيدة التي تمكنت من القضاء علي الهجرة غير الشرعية وهو ما أصبح محل تقدير كبير من أوروبا والتي أصبحت أغلب دولها تنظر إلي مصر كإدارة ناجحة تمكنت من مواجهة التحديات ومكافحة الإرهاب.. كما أنه أصبح يوجد اهتمام دولي بما سبق وحذر منه الرئيس السيسي أكثر من مرة في العديد من المحافل الدولية وهو خطر تنامي الإرهاب وضرورة التعامل معه كتهديد يواجه العالم وليس أزمة فردية للدول التي تواجه الإرهاب علي أراضيها، ولم يكن أحد هنا يستمع لتلك التحذيرات من قبل بسبب ما كانت تقوم به جماعة الإخوان من خلال منصاتها الإعلامية في أوروبا، فجماعة الإخوان لديها ميزانيات ضخمة خاصة في ألمانيا وانجلترا تفوق ميزانيات دول، ونجحت خلال السنوات الماضية إعلاميا بالوصول لأكثر عدد ممكن بأقل الإماكنيات واعتمادهم علي الكذب والشائعات للإقناع من خلال الاستناد إلي معلومة بسيطة حقيقية وبناء عدد من الأكاذيب حولها ولسنوات طويلة كان مصدر المعلومات التي تحصل عليها أوروبا من خلال قناة الجزيرة الإنجليزية. ولكن مؤخرا تحركت ألمانيا ضد جماعة الإخوان بعد اكتشافها للتهديدات التي تشكلها تلك الجماعة فما هي أبرز تلك التحركات؟ - أهم إجراء كان تعديل قانون الشرطة في ديسمبر الماضي وذلك بعد التقرير الذي خرجت به المخابرات الألمانية في نهاية العام الماضي حول الخطورة التي تشكلها جماعة الإخوان، في كونها أخطر من تنظيمات »داعش» و»القاعدة».. هذه الإجراءات تم تعديلها في قوانين الشرطة بكل ولاية بعد موافقة كل برلمان، ومنها إعطاء الحق بالتفتيش دون إذن قضائي، والقيام باعتقال المشتبه فيهم لمدة 14 يوما، ومباشرة التحقيقات وبعد مرور هذه المدة تراسل الشرطة الجهة القضائية بزيادة مدة الاعتقال 14 يوما آخرين.. وهذه التعديلات تم وصفها بأنها منع العمليات الإرهابية.. وألمانيا وضعت1040 شخصا تحت المراقبة كلهم تابعون لجماعة الإخوان، كما قامت الحكومة الألمانية بتصنيف جماعة الإخوان بأنها جماعة هادفة للعنف وتكوين دولة إسلامية قائمة علي الشريعة من مفهوم الجماعة وهو ما يهدد مدنية الدولة الألمانية، ومن ضمن الكتب التي تم ضبطها عند سعد الجزار أحد قيادات جماعة الإخوان الذي تم التحقيق معه كتاب يبيح قتل الزوجة التي تهجر زوجها.. وحاليا كل الأحزاب شكلت مجموعة عمل تعمل علي ملف الإسلام السياسي، ونحن في الحزب انهينا عملنا فيما يتعلق بهذا الملف وننتظر تصويت الجمعية العمومية بالحزب علي تقريرنا في مارس المقبل وبناء عليه سيتم إرسال طلب احاطة بما توصلنا إليه للبرلمان.