أكد د.محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة أن الشعب منح المجلس العسكري الشرعية الدستورية والشعبية لإدارة البلاد.. مشيرا إلي ضرورة أن تكون المظاهرات والاعتصامات في إطار تلك الشرعية، وقال إن أي خروج عنها يعد تهديدا لأمن مصر.. وحدد د. مرسي في الحوار التالي عدة عناصر تهدد الثورة.. مشددا علي أن الثورة ستظل مشتعلة مادامت أهدافها لم تتحقق. مع تزايد حدة الاعتصامات ورفض الثوار لكل البيانات التي تصدر من الحكومة والمجلس العسكري.. كيف يقيم حزب الحرية والعدالة الأوضاع الحالية؟ قبل أي شئ يجب أن ندرك جميعا أنه يوجد في مصر شرعية دستورية وشعبية.. حيث قام الشعب بإرادته الحرة بنقل السلطة من النظام السابق إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. ويجب أن تكون جميع الاحتجاجات والمظاهرات الداعمة لاستمرار الثورة في إطار هذه الشرعية.. لأن أي مخالفة لها يعد خروجا عن الشرعية قد يضر بمصر، وليس معني ذلك الا يطالب المواطنون بحقوقهم ويعبرون عن آرائهم.. وليس معني هذا أن تتوقف الثورة عن المطالبة بتحقيق أهدافها من محاكمة الرئيس السابق ورموز الفساد في نظامه والضباط الذين قتلوا المتظاهرين، وفي هذا الصدد فإنه من منطلق هذه الشرعية يحق للمجلس العسكري تكليف أي فرد بتشكيل الحكومة.. ومن حق المواطنين الاعتراض والتظاهر ضد هذا القرار.. لكن غير المسموح به هو تنصيب أنفسنا كشرعية جديدة موازية لشرعية المجلس العسكري القائمة.. لأن ذلك سيفتح الباب لتعدد الشرعيات وهو ما سيؤدي لضرر بالغ علي مصر وعلي الثورة. ما الأسباب التي أدت لاشتعال الثورة من جديد وعودة الاعتصامات لميدان التحرير؟ البطء في محاكمات رموز النظام السابق وقتلة الثوار والصورة التي تتم بها تبدو كأنها سرية، وهو ما أثار غضب الشعب.. وأري انه من الأصلح أن يتم البدء بمحاكمة قتلة الثوار وقضايا الفساد الأمني.. والمسئول الأول عن قتل الثوار هو الرئيس السابق ووزير الداخلية وقيادات وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة.. ثم بعد ذلك تتم محاكمات الفساد السياسي والمالي.. لأن الثوار يعيشون حالة قلق علي الوطن.. والثورة ستظل مشتعلة مادامت أهدافها لم تتحقق.. فالثورة لم يكن لها قائد واحد.. وإنما كانت ومازالت أهدافها هي التي تقودها. علي ذكرك حالة القلق التي يشعر بها الثوار.. ماالذي يخيف الثورة ويهددها؟ توجد أربعة عناصر تهدد الثورة.. أولها.. وجود عدد كبير من بقايا الحزب الوطني المنحل في مواقع مؤثرة من دوائر اتخاذ القرار في مؤسسات الدولة.. فمثلا وزارة المالية لم يتغير هيكلها حتي الآن ومازالت تضم عددا محددا ومعروفا من قياداتها الذين يتحكمون فيها، كما أن المجلس القومي للشباب يحاول إعادة هيكلة مراكز الشباب علي غرار التنظيم الطليعي.. وايضا ضم عدد من ضباط امن الدولة الذين افسدوا الوطن برمته لجهاز الأمن الوطني الجديد، ويعملون بنفس طريقة عملهم السابقة بأمن الدولة.. وهؤلاء يعرفون أسرار مصر كلها، ويعرفون البلطجية الذين يشكلون العنصر الثالث لأنهم هم من أوجدوهم لاستخدامهم في تزوير الانتخابات، أما العنصر الرابع فيتمثل في رجال الأعمال المستفيدين من النظام السابق وما لديهم من أموال فاسدة.. وهذا الرباعي يتحرك وينسق ويمثل خطرا حقيقيا علي الثورة. وهل تعد العناصر الأربعة هي أركان الثورة المضادة؟ لا أود استخدام هذا اللفظ الذي يعمم عناصر الخطورة.. ولكني أفضل سرد التفاصيل الخاصة بكل عنصر كما ذكرت.. وبالإضافة لذلك الرباعي الداخلي.. فإن ما يهدد الثورة من الخارج هو العدو المتربص، والذي فوجئ بالثورة.. وهذه المفاجأة لم تقض عليه، ولا علي أهدافه.. فهو يريد أن تظل مصر في الإطار الذي يحقق مصلحته، فهو بالتالي يتعاون مع العناصر الأربعة الداخلية بشكل أو بآخر. رغم علمكم بالمخاوف التي ذكرتها.. وجدنا جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة يترددان أكثر من مرة في المشاركة في المليونيات التي أعقبت تنحي الرئيس السابق؟ حزب الحرية والعدالة، ومن قبل تأسيسه جماعة الإخوان لم نتأخر عن تلك المليونيات.. فبعد تنحي الرئيس السابق.. وبعد أن بدأت حركة الانتاج تدور، تم الاتفاق علي أننا سنتظاهر وسنقف في الميادين في أيام محددة لمدد محددة لتحقيق أهداف بعينها.. وقد كان ما اردناه.. حيث تم القبض علي رئيسي مجلسي الشعب والشوري السابقين نتيجة تلك المظاهرات.. فنحن نحدد الأهداف والزمان والمكان.. ثم نقف ونعطي فرصة.. وإذا لم تتحقق الأهداف يتم مواصلة الضغط الشعبي علي صاحب القرار.. وكانت من بين المليونيات التي شاركنا فيها 9 أبريل، و13 مايو، و8 يوليو، وكانت هذه مليونيات ضخمة العدد. ولكنكم غبتم في 27 مايو.. وجاءت مشاركتكم في مليونية الثورة أولا يوم 8 يوليو بعد مناورة سياسية؟ لا نعرف لغة المناورات.. ولكن كانت الدعوة لمليونية 8 يوليو في بدايتها غير واضحة وبها انقسام حول الهدف منها.. فالبعض كان يرفع شعار " الدستور أولا "، وهو مايرفضه الحزب.. فقررنا وقتها عدم المشاركة حتي لا تحدث فرقة في الميدان.. ولكن بعد أن اجتمعت القوي السياسية علي أنها ستلتف تحت شعارات " مصر أولا " و " الثورة أولا " قررنا المشاركة، وأعلنا أننا سنترك الميدان في وقت محدد، والتزم أعضاء الحزب بهذا القرار. وبعيدا عن اعتصامات التحرير.. تبني حزبا الحرية والعدالة والوفد ما يسمي بالتحالف الديموقراطي والذي يضم مايقرب من 30 حزبا سياسيا.. فما الهدف من إقامة هذا التحالف؟ التحالف الديموقراطي جاء بهدف الوصول لتوافق بين الاحزاب السياسية المشاركة فيه حول القضايا السياسية المطروحة علي الساحة والسياسات العامة، وخلق افكارا متجانسة بين تلك الاحزاب، ومن الممكن ان يكون تحالفا انتخابيا بعد ذلك من خلال الوصول لصيغة مشتركة تتفق عليها الاحزاب المشاركة في التحالف من خلال الترشح علي قوائم مشتركة وهو مانتمناه، وقد اعد التحالف وثيقة تتضمن مجموعة من المبادئ والقواعد العامة التي يجب ان ينص عليها في الدستور الجديد من مدنية الدولة والمساواة وعدم التمييز علي اساس ديني، وهذه الوثيقة تعد ميثاق شرف بين الاحزاب المشاركة في التحالف وسيتم طرحها علي لجنة ال 100 التي سينتخبها البرلمان لوضع الدستور باعتبار ان ذلك التحالف يمثل قطاعا كبيرا من المصريين والاحزاب السياسية وبالتالي فإن الوثيقة لابد من ان تكون امام هذه اللجنة لكي تضعها في الاعتبار اثناء صياغة الدستور الجديد، كما اتفق احزاب التحالف ايضا علي وضع قواعد ومعايير للجنة ال 100 التي ستضع الدستور الجديد وما تلك القواعد؟ ان تكون اللجنة متوازنة وممثلا فيها جميع الاتجاهات والتيارات وليست مقصورة علي اتجاه او تيار معين، وان تضم اساتذة قانون وقضاة ومستشارين ومثقفين ورجال فكر وكتابا، علي ان يراعي فيها وجود تمثيل للأقباط والمرأة، والهدف من تلك الوثيقة ان كافة الاحزاب المشاركة في التحالف ترغب في ان تتمتع هذه اللجنة بالقبول العام ويعبر تكوينها عن مختلف التيارات سواء السياسية او الاجتماعية او الفكرية او العلمية. وهل اتفاق أحزاب التحالف الديمقراطي بما فيهم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان يعد ردا من الاخوان علي ما يثارمن تخوفات بأن الجماعة ترغب في السيطرة علي البرلمان القادم واختيار اعضاء لجنة الدستور؟ المصريون بلغوا سن الرشد ولديهم من الوعي ما يكفي لأن يقرروا ويختاروا ويحسنوا الاختيار لمن يمثلهم داخل البرلمان وبالتالي فإن إرادة الشعب هي الفيصل ولا يمكن التعقيب عليها، والزعم بأن هناك فصيلا او حزبا سياسيا او اكثر من الممكن ان يحقق اغلبية داخل البرلمان وينفرد بوضع الدستور الجديد هو مادفعنا لإصدار وثيقة مبادئ الدستور ودفعنا ايضا للاتفاق علي وضع معايير لاختيار اعضاء اللجنة المنوط بها وضع الدستور. ولكن الأخوان هم الذين أثاروا التخوف من سيطرة الجماعة علي البرلمان عندما أعلنوا أنهم سينافسون علي 50 ٪ من مقاعد البرلمان؟ نحن اعلنا ان حزب الحرية والعدالة سيدفع بمرشحين للمنافسة علي 50 ٪ من مقاعد البرلمان، فإذا افترضنا ان ينجح منهم 70٪ فإن ذلك يعني ان الاخوان سيمثلون 35 ٪ داخل البرلمان، وسيكون هناك 65٪ من اعضاء البرلمان غير منتمين لحزب الحرية والعدالة، وفي رأيي ان التخوف من سيطرة فصيل معين علي البرلمان القادم ليس في محله ويعد تخوفا شكليا وليس حقيقيا، والوثيقة التي اعدتها احزاب التحالف سواء الخاصة بمبادئ الدستور او اختيار لجنة وضع الدستور ابلغ رد علي تلك التخوفات. هل تتوقع ان يكون للجماعة مرشحون في الانتخابات البرلمانية القادمة بعيدا عن حزب الحرية والعدالة؟ لا اتصور ذلك.. لأن جماعة الإخوان أسست حزب الحرية والعدالة بإرادة حرة وعن قناعة تامة، وحزب الحرية والعدالة يمارس الان العمل السياسي المتخصص وينافس علي السلطة ولا مجال للحديث الان عن مرشحين للجماعة في ظل وجود الحزب، فنحن لا نحاول ان نسعي إلي خداع الرأي العام الناضج.. فالحزب واعضاؤه وسياسات تكوينه ومنهجيته ومرجعيته لا يمكن ابدا ان تستخدم كوسيله لخداع المجتمع. اختيار مرشحي الإخوان كان يتم سابقا بتكليف من مكتب الإرشاد.. فما الحال بعد تأسيس الجماعة لحزب الحرية والعدالة؟ اختيار مرشحي الاخوان سيكون من داخل مؤسسات الحزب الذي يضم هيئة مكتب، ومكتبا تنفيذيا، وهيئة عليا تعد بمثابة برلمان الحزب، وهناك امانات للحزب بالمحافظات وهي تعد لجانا انتخابية وهي التي ستقترح مرشحي الحزب، والهيئة العليا تعد المسئولة عن اعتماد البرنامج الانتخابي للحزب، والمكتب التنفيذي منوط به اعتماد ما تقره الهيئة العليا من سياسات وبرامج واختيارات المرشحين والمشاركة في تحالفات انتخابية. ولكن هناك عدم اقتناع بما يعلنه الإخوان بأن هناك فصلا بين الجماعة والحزب؟ الحزب والجماعة لهما نفس المرجعية والمشروع والفكر إلا ان الادوات وآليات العمل ووسائله مختلفة. وما الاختلاف؟ الأحزاب تعمل في المجال السياسي بوضوح وتنافس علي السلطة، اما جماعة الإخوان فتمارس العمل المجتمعي والاجتماعي ولا تنافس علي السلطة، وحزب الحرية والعدالة يمارس عمله باستقلالية عن الجماعة سواء في شئونه الادارية او المالية او المواقف، لكن يمكن ان نقول ان مرجعية الحزب والجماعة واحدة والاهداف البعيدة ربما تكون متشابهه.. اما الآليات وطرق العمل والاهداف المرحلية فهي مختلفة، فمستهدفات الجماعة تختلف عن الحزب، وكل هذه الامور نعلنها بوضوح، ومن الصعب ان يحدث اي خلاف بين الجماعة والحزب لأن 75 ٪ من اعضاء الحزب كانوا اعضاء في الجماعة، وعلي سبيل المثال حزب العمل البريطاني والذي اسسه اتحاد نقابات العمال في بريطانيا عام 1920 كان مستقلا عن الاتحاد رغم انه الذي اسس هذا الحزب، وظل الاتحاد الرافعة الاجتماعية الاساسية للحزب لمده 60 عاما، وبالتالي يمكن القول بأن جماعة الاخوان هي الرافعة الاجتماعية الطبيعية لحزب الحرية والعدالة في المجتمع. أكدت أن الحزب منفصل عن الجماعة.. فهل يجوز أن تختار الجماعة قيادات الحزب؟ أي جماعة تتفق علي إنشاء حزب تختار قياداته في المرحلة الانتقالية.. وهذا شأن غالبية الأحزاب التي نشأت حديثا، كما أننا قدمنا ذلك في اللائحة التي قدمت للجنة الأحزاب بأن هناك مرحلة انتقالية للحزب تستغرق اربع سنوات. حزب الحرية والعدالة هل يؤيد إقامة الدولة الدينية ام المدنية؟ لايوجد مايسمي بالدولة الدينية في الإسلام، ومصر دستورها السابق والأسبق وحتي الإعلان الدستوري الأخير نص علي ان مصر دولة إسلامية وان الدين الاسلامي هو الدين الرسمي للدولة وان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وبالتالي فأنا اري ان إضافة نص يمنح غير المسلمين الحق في الاحتكام لشرائعهم في مسائل الأحوال الشخصية لن يضيف جديدا لأن الشريعة الاسلامية تؤكد ان اهل الأديان الاخري يحتكمون لشرائعهم في قضايا خاصة مثل الزواج والطلاق.. اما القوانين العامة لابد ان تطبق علي الجميع، والدولة الدينية هي عبارة من صناعة العصور الوسطي في أوروبا والمسيحية بريئة منها. جماعة الإخوان وزعت منشورا يحمل شعارا يؤيد إقامة دولة دينية؟ غير صحيح، وهذا المنشور لم يصدر عن الجماعة او حتي عن حزب الحرية والعدالة. ما موقف حزب الحرية والعدالة من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية؟ نحن نقف علي نفس المسافة من كل من أعلن عن نفسه للترشح للرئاسة. وماذا عن موقف الحزب من ترشيح القيادي الإخواني السابق د.عبد المنعم ابو الفتوح لانتخابات الرئاسة بعد أن أعلنت الجماعة عدم تأييدها له؟ نحن نلتزم بقرار الجماعة في هذا الشأن والذي صدر قبل تأسيس الحزب.. والذي اكد علي عدم وجود مرشح للجماعة في انتخابات الرئاسة ولن ندعم احدا من الجماعة اذا تقدم للترشيح. عدد من شباب الإخوان انشقوا عن الجماعة ويسعون لإنشاء حزب جديد بعيدا عن الحرية والعدالة.. فما رأيك؟ غالبية شباب الاخوان اعضاء في حزب الحرية والعدالة، اما ان يكون هناك عدد من شباب الاخوان او من يدعون انهم من شباب الجماعة قاموا بتأسيس حزب، أو انضموا لحزب غير الحرية والعدالة.. فهذا مخالف لقرار الجماعة الذي اقر ان اعضاء الاخوان لا ينضمون إلا لحزب الحرية والعدالة، وهذا قرار خاص بالجماعة ومن خالفه لهم معه شأن. تعرضت للعديد من الانتقادات بسبب وصفك للقوي السياسية المطالبة بوضع الدستور قبل إجراء الانتخابات البرلمانية بالصهاينة؟ لم يصدر عني هذا الوصف.. ولم اتحدث عن الدستور في ذلك المؤتمر، وكل مانشر يخالف الحقيقة. ما ردك علي الاتهامات الموجهة لحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان بفتح قنوات للحوار والاتصال بأمريكا؟ القصة تعود إلي إعلان الإدارة الأمريكية رغبتها في أن يكون هناك حوار بينها وبين الإخوان، ولكن أمريكا لم تحدد مع من ستتحاور الحزب أم الجماعة.. ولكن حتي الآن لم يحدث أي تحركات في هذا الشأن.. وحزب الحرية والعدالة يؤمن بأهمية الحوار مع الجميع.