كلنا نعلم أن سور الأزبكية هو أقدم سوق كتب في مصر والعالم العربي ، وربما لا يعلم البعض أن كثيرا من المكتبات العريقة لكبار الأدباء والمثقفين والزعماء والسياسيين ، تصدرت أرفهها كتب من هذه المكتبات المتراصة بجوار بعضها في نظام طبقي واحد لا فرق بينهم إلا بنوعية الكتاب الدراسي والنادر والقديم، ذات السعر الزهيد، الذي جعل الأديب سليمان فياض يطلق عليه » جامعة الفقراء» ويقال أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يتردد عليه لاقتناء الكتب وكذلك الرئيس أنور السادات، وبمرور الزمن أمسي السور المنبر الذي يُسهم في تشكيل خلفية المصريين الثقافية لما تحويه مكتباته التي يبلغ عددها 133 مكتبة، تزخر بأمهات الكتب كما يزخر بباعة المجلات والصحف القديمة التي تُؤرخ لتاريخ مصر.. علي مدي أكثر من قرن منذ نشأته في عام 1907 وهو منبر للكتب لكل محبي القراءة من الطلاب والباحثين والأدباء من بينهم نجيب محفوظ ، وإبراهيم المازني ، عباس محمود العقاد.. تغيرت مؤخرا طبيعة مكتبات السور كما تغيرت نوعية القراء ، فأصبحت التجارة أيضا في الكتب الحديثة والجديدة ، وأدخلت بعض المكتبات خدمة التصوير الضوئي لمساعدة القراء والباحثين. ويوجد في السور كل الكتب بكل اللغات في الطب والفلسفة والأزياء والطب بالأعشاب والأدب الانجليزي والغربي وفن العمارة. وحينما سمح له بالمشاركة في معرض الكتاب الدولي صار هو السوق الحقيقي للكتاب، وأصبح منافسا قويا لدور النشر الكبري في عرض وبيع أحدث الإصدارات العربية واللاجنبية بأسعار لاتقارن بالسعر الحقيقي واندس بين التجار الحقيقيين من يزيف الكتاب ويبيعه بسعر يصل لربع ثمنه الحقيقي في طبعات فاخرة يصعب التفرقة بين المزيف والأصلي ، وظلت عيون المصنفات الأدبية تراقب كل مخالف وتغلق له محل بيعه ولكن للتزييف مائة حيلة وحيلة ، إلي أصبح هذا السور في معرض الكتاب وخارجها يهدد صناعة النشر، وفي هذا العام والثقافة تحتفي باليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب ، لن يشارك سور الأزبكية ليس لسبب غير ضيق المكان المخصص لهم فالمتاح 33 مكانا وعدد الراغبين في المشاركة 108، واتفق تجار الكتب علي قلب واحد ، إما أن نشارك كلنا أو لا نشارك وانتهي الأمر إلي أن تجار سوق الازبكية قرروا أن يقيموا معرض خاص بهم في مكانهم الأصلي بالعتبة علي مدي شهر متواصل لبيع كتبهم بغض النظر عن مشاركتهم في معرض الكتاب، فهل سيتأثر معرض الكتاب بمعرض سور الازبكية؟، هذا ما سوف تجيب عليه التجربة العملية.