يزعجني ما يحدث في وسائل الإعلام هذه الأيام.. فرغم أن المشهد العام لا يسر ولا يدعو إلي الاطمئنان.. ورغم ما يجري من أحداث ومشاحنات مفتعلة بهدف الوقيعة ومحاولات لاجهاض الثورة والعودة بنا إلي الوراء.. فإننا نجد الكثير من الفضائيات وقد تفرغت تماما للمناقشات البيزنطية والحوارات التي لا طائل من ورائها وقد يكون ضررها أكثر من نفعها بما تسببه من تشويش وتشتيت لذهن المشاهد الذي لا يهمه في النهاية غير الاطمئنان علي غده ومستقبله في ظل نظام يحقق له الحرية والعدالة الاجتماعية.. وللأسف هناك الكثيرون الذين تستغلهم معظم برامج تلك الفضائيات ممن يجيدون اشعال الحرائق واطلاق المعلومات التي تشعرك بأن من يقولها عالم بالأسرار ومدرك لخبايا الأمور.. لدرجة أن بعض البرامج بل ومقدموها أصبحوا كالغصة في حلق الإعلام.. وكان علي بعض وسائل الإعلام أن تبتعد عن هذا اللغط وتلك الحوارات والمناقشات الفجة وتقدم لقارئها أو مشاهدها كل ما يمكن أن يساعد علي أن نخطو نحو المستقبل.. أما أن نترك أنفسنا غارقين في تفاصيل تتعلق بحركات وسكنات من أفسدوا حياتنا وحكايات البيضة والفرخة والعربة والحصان وافتعال المواقف.. فهذا هو تضييع الوقت بعينه.. وجرم في حق المواطن الذي ينتظر من يأخذ بيده وينير له الطريق نحو مستقبل زاخر بالأمل بعد أن كادت تضيع أحلامنا بسبب حفنة من معدومي الضمير أصبح القضاء أولي بهم وبمحاسبتهم وتوقيع العقاب الرادع عليهم جزاء ما اقترفوه من جرائم في حق مصر وشعبها.