عندما هتفت الحناجر »الشعب يريد إسقاط النظام« لم يكن المقصود أن تسود أعمال البلطجة والعنف لتكون بديلا عن النظام بمعناه اللغوي الذي يرتكز علي تحقيق الأمن والاستقرار لابناء الوطن الواحد، أو أن يرتفع سقف المطالب ويعلو ويرتفع قبل ان تدور عجلة الانتاج والتنمية ويتحقق المراد من رب العباد.. بصراحة المشهد العام لا يسر ولا يدعو للاطمئنان وقد يعود بنا الي الوراء بدلا من ان يدفعنا الي الامام بعد ان اصبحت مقدرات مصر في يد برامج التوك شو التي تحول بعضها -إن لم يكن معظمها- الي مناقشات بيزنطية لا تغني ولا تسمن من جوع وقد يكون ضررها اكثر من نفعها بما تسببه من تهميش وتشتيت لذهن وفكر المشاهد الذي لا يعنيه الدجاجة أم البيضة أولا ولكن يهمه قبل كل شيء أن يضمن قوت يومه وغده وأن يأمن علي حياته في ظل نظام يكفل له الاستقرار والعدالة الاجتماعية وحرية الرأي دون أن يجور علي الرأي الآخر.. وقديما سألوا جحا عن وطنه فأجاب.. الذي فيه لقمة عيشي.. أن ما يحدث الآن علي ساحة الفضائيات من لقاءات وحوارات عجاف يعود بالذاكرة الي ما سطرته ابتداعات استاذنا الكبير الذي شرفت به جائزة النيل مؤخرا، في الفيلم التليفزيوني »فوزية البرجوازية« الذي تحولت فيه المنطقة الشعبية التي يسكنها البطل وزوجته الي ساحة تراشق واتهامات بالألفاظ والمذاهب الفكرية من برجوازية ويسارية والسكان مثل »الأطرش في الزفة«.. الله يفتح عليك يا استاذنا.