أعجبني تأكيد شباب الثورة علي ضرورة حماية الثورة، من المؤامرات والتدخل الأجنبي، وإعلانهم رفض أحداث يوم الثلاثاء الاسود، بميدان التحرير، وسعدت أكثر بيقظتهم، التي تجلت في رفضهم لما أعلنته سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي، عن الملايين التي رصدتها أمريكا لدعم الحرية والديمقراطية في مصر، وتصريحها بصرف مبلغ 40 مليون دولار منذ انطلاق ثورة 25 يناير، وحتي الآن، مما أثار حفيظة الشباب، حتي أعلنوا عزمهم علي التقدم ببلاغ للنائب العام للتحقيق، وكذلك مطالبة مجلس الوزراء، ووزارة الخارجية، ووزارة التعاون الدولي، وأجهزة الأمن، بسرعة التحقيق في هذه التصريحات، والكشف عن الجهات التي تلقت هذه الأموال. وقد صاحبت يقظة شباب الثورة، يقظة جماعة الإخوان المسلمين، حيث سارع المتحدث الرسمي لها بنفي أي اتصالات جرت حتي الآن، مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك عقب إعلان أمريكا عن إجراء اتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين، حيث ذكرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أنه مع تغير الخريطة السياسية في مصر، فإن مصلحة الولاياتالمتحدة التحاور مع كل الأطراف التي تبدو مسالمة ولا تلجأ إلي العنف، وأن مصلحة أمريكا في تلك الاتصالات، مشيرة إلي أنها حدثت من قبل خلال سنوات قريبة. كما رحبت جماعة الإخوان المسلمين بأي اتصالات رسمية، مع الولاياتالمتحدة، ولكن شرط أن يكون في إطار التنسيق الرسمي مع وزارة الخارجية، وهو الموقف الذي يحسب لها، في إطار توحيد المنطلقات للحفاظ علي السيادة المصرية، والتي تبدأ من التوجهات القومية، التي تحكم العمل الوطني. الشارع المصري يستشعر في التصريحات الأمريكية، نوايا متباينة يخشي منها علي مصالح الوطن، ويحذر من جنوحها لتصب في صالح أمريكا، وحليفتها إسرائيل، والتي يكون الهدف منها تبدبد مكاسب الثورة، والعبث بمقدرات الشعب المصري، والعمل علي اختراق وحدة العمل الوطني الموحد، بدعم وإعلاء مصالح فئة علي الأخري، من منطلق إفشاء ثقافة فرق تسد، وإذكاء وتغليب مصالح خاصة لفئة علي المصلحة العامة للوطن وأبناء هذا الشعب. حسنا.. تنبه شباب الثورة، وكذلك أدركت جماعة الإخوان المسلمين اللعبة السياسية، الصهيوأمريكية، لقد أصابت جماعة الإخوان بحرصها وتأكيدها علي أن تكون الإتصالات في اطار وزارة الخارجية المصرية، ولو التزم الجميع بذلك المبدأ، لتكون كل الاتصالات الخارجية تحت مظلة العمل الوطني الموحد، لاحتفظنا بقوة الثورة، ومكاسبها التي أكدت قدرتها علي تحقيق التغيير، والتخلص من سلبيات النظام السابق، علي طريق الدعم الدائم لوحدة الشباب والشعب والجيش، تحت شعار يد واحدة، ليظل النصر حليفنا، علي الفساد والطغيان، وسطوة أي تدخل خارجي. حقا.. يمكنك الآن أن ترفع رأسك، فأنت مصري.. وحذار من أمريكا، حتي تصحح مفهومها في علاقاتها مع مصر، وقضية فلسطين، والعرب، ومنطقة الشرق الأوسط، فليس من المعقول أو المقبول أن تسخر أمريكا كل سياساتها في المنطقة لصالح إسرائيل فقط.. أليس كذلك؟!