في عهد الوزير السابق حبيب العادلي كان مركز الإعلام الأمني في وزارة الداخلية هو أحد التروس التي لا يمكن لها أن تدور عكس الاتجاه!! ولم يكن يملك ضباط الإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية سوي السير علي ذات النهج الذي نشأوا وترعرعوا في كنفه وربما كان هذا هو السبب الجوهري وراء هذه العلاقة المنهجية الغريبة التي كانت تربط الإعلام الأمني بوزارة الداخلية بجميع الصحفيين والكتاب وهي علاقة كان يرسم اطارها ويحدد ملامحها ويقنن أهدافها الوزير المحكوم عليه حبيب العادلي!!.. ولم يكن يملك الصحفي الحر سوي الاختباء وراء أفكاره وآرائه التي قد تزج به في ردهات السجون!! أما المنافقون من الصحفيين والكتاب والإعلاميين فهؤلاء كنت تعرفهم بسيماهم من أثر النفاق!! وهم معروفون بالاسم ومعظمهم كانوا أعضاء بارزين في الحزب الوطني المنحل وتمكنوا من خلال مواقعهم السابقة في هذا الحزب الذي لم يكن يمت للوطنية بصلة في أن يتقلدوا مناصب ويجلسوا علي مقاعد كبار الكتاب ومعظمهم كان دائما في خدمة تلميع النظام وليس في خدمة صاحبة الجلالة!!.. تماما مثلما كانت هيئة الشرطة طيلة الثلاثين عاما الماضية في خدمة حماية النظام وليس في خدمة الشعب!! .. قامت الثورة وانقلبت الأوضاع في مصر رأسا علي عقب.. وفطنت قيادات الإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية لهذا الأمر الخطير وبدأوا يغيرون من دمائهم وسياستهم العتيقة التي كانت تمثل هوة شاسعة بين وزارة الداخلية والإعلام المصري وشجعهم علي ذلك اللواء منصور عيسوي وزير الداخلية الذي وافق علي انشاء إدارة جديدة ضمن إدارات الإعلام والعلاقات بالوزارة تحت مسمي »إدارة التواصل مع المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان«. اتمني أن يكون الاعلام الأمني مركزاً للإعلام الحر المنصف وأن يظل علي هذه السياسة الجديدة المختلفة التي سوف تفتح له قنوات اتصال هائلة مع الإعلاميين الشرفاء وأن يتقبل النقد ويسمح بالرأي والرأي الآخر وأن يتخلي عن عنجهيته ونرجسيتيه التي ورثها من النظام السابق وفي نفس الوقت فإنني اضع يدي علي قلبي وأخشي وأخاف كل الخوف أن ترجع ريمة لعادتها القديمة!!