منذ اتفاقات القاهرة في 2011 و14 و17 لم تتوقف مساعي القاهرة لانهاء حالة الانقسام بين اكبر فصيليين فلسطينيين وهما فتح وحماس، ورغم ان الاتفاق واضح وضوح الشمس الا ان المصالحة تتعرقل في كل جولة، وتتوقف علي تسليم حماس للوزارات والادارات الحكومية.! وكلما حدث تراشق بين حماس واسرائيل تتجدد دعاوي المصالحة وتتعالي طلبات التهدئة لصالح حكومة اليمين الاسرائيلي والحكومة المؤقتة لحماس في قطاع غزة، ولكن في ظل استمرار حالة الانقسام وعدم الاستجابة الكاملة من حماس لطلبات السلطة الفلسطينية فان الجهود المصرية المستمرة والدائمة تصطدم دائما بجبل كبير من المصاعب يفرضها كل طرف مما يعرقل المصالحة،ويجعل المشاورات تتجه للتهدئه من اجل التهدئه،ويكون الكاسب في الحالة المتأرجحه اسرائيل،واذا كانت فتح قد اخبرت القاهرة بضرورة اتمام خطوات المصالحة قبل التهدئه،في نفس الوقت طلبت حماس مع 9 من الفصائل اتمام المصالحة،الا ان الكلام شئ والتنفيذ علي الارض شئ اخر، حيث بدأت حماس واسرائيل التهدئة بدون اتفاق معلن، حيث اوقفت حماس مسيرات العودة وبالونات الحرائق، وفتحت اسرائيل معبري كرم ابوسالم وبيت حانون امام البضائع الفلسطينية، وبالرغم من استمرار حوارات التهدئة والمصالحة بينهم وبين القاهرة، الا ان روائح اخري تنبعث في الافق من الدوحة وتل ابيب وغزه،وتشير الي ان ثمة ايادي قطرية تلعب في القصة، وتمنع المصالحة والتهدئة الرسمية في نفس الوقت، ويوجد في البيت الابيض من ينتظر نهايات الحوارات، ليتصيد بدايات إلقاء قنابل صفقة القرن التي رفضها العرب مع الفلسطينيين، الا ان ترامب ما زال متنمرا ومصرا علي تنفيذ رؤيته لترضية اسرائيل واصوات اليهود حتي لا تتزايد اصوات العزل الرئاسي، ويكون الصوت اليهودي احد اليات الحماية لاستمراره رئيسا. الواضح ان المصالحة لن تتم كما ترغب فتح اوالفصائل، ولن تنجح فكرة توحيد كل الفصائل في منظمة التحرير مادامت نوايا حماس غير صافية او مخلصة.