عانت مصر علي مدار السنوات الماضية من تفشي ظاهرة العشوائيات، وما يصاحبها من أعمال بلطجة وتخريج أطفال في بيئة غير مؤهلة لأي من مظاهر الحياة الآدمية كالمسكن والصحة والتعليم.. ولكن بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم عام 2014، أعطي إشارة البدء لعدة مشروعات لازالة العشوائيات وتوطين سكانها في مساكن جديدة تليق بهم كمواطنين مصريين. واستطاعت الحكومة خلال الفترة الماضية، بعد إشارة الرئيس، بالتعامل مع عدد من الملفات الشائكة الخاصة بتلك الظاهرة وعلي رأسها منطقة مثلث ماسبيروالتي لم تستطع الحكومات المتعاقبة التعامل معها، ولكن خلال الفترة الحالية تم إيجاد بعض الحلول المناسبة لجميع الأهالي سواء كانوا ملاكا أومستأجرين. يقول المهندس خالد صديق، رئيس صندوق تطوير العشوائيات التابع لمجلس الوزراء، إن 200 ألف أسرة استفادت من خطة تطوير العشوائيات في مصر، وتم تقسيم المناطق العشوائية طبقاً لدرجة خطورتها إلي 4 درجات: خطرة علي الحياة، غير ملائمة، خطرة علي الصحة، حيازة غير آمنة، وتكلفت خطة تطوير العشوائيات 17 مليار جنيه لتوفير حياة كريمة وآدمية لتلك الأسر سواء بنقلهم إلي أماكن جديدة أوبتطوير مناطقهم القديمة، مؤكداً علي انه سيتم إعلان محافظات الجمهورية خالية من المناطق العشوائية غير الآمنة. وعن منطقة ماسبيروقال صديق إن الصندوق هوالجهة المسئولة عن تعويضات الأهالي، وأن الصندوق يعمل في 351 منطقة علي مستوي الجمهورية، ولا يوجد منطقة كان التعامل بها سهلا، ولكن إعلامياً أخذت منطقة مثلث ماسبيرو حيزا كبيرا، بسبب وقوعها في وسط القاهرة، ولكن الصندوق يرفع شعار »الكل كسبان» خلال تطبيق خطة التطوير، فالدولة تنجح في القضاء علي العشوائيات الخطرة وتوفير بيئة آدمية للمواطنين وحياة أمنة، وتضع أمام المستأجرين والملاك عددا من البدائل التي تتناسب مع كل شخص فيهم. وأضاف صديق أن الصندوق أرسل مبالغ التعويضات الخاصة بالشاغرين بالكامل للمحافظة والمقدر ب 674 مليون جنيه، مقسمة إلي 450 مليون جنيه تعويضات لشاغلي الشقق السكنية، و190 مليون جنيه تعويضات لأصحاب المحلات التجارية، و34 مليون جنيه كتكلفة إيجارات لساكني المنطقة الذين يرغبون في العودة من جديد للمنطقة بعد تطويرها، وتم وضع عدد من الحلول فيما يخص صغار ملاك الأراضي، منها تعويض مادي طبقاً لتقييم اللجنة المختصة بالتقييم، أوتجميع المساحات الصغيرة في تكتل كبير لا تقل مساحته عن 2000م، أواستبدال قطعة الأرض بقطعة في مدينة أكتوبر، وبالنسبة لكبار الملاك فتم وضع عدد من الحلول أمامهم وبدأوا بالفعل بالاختيار وهي: الحصول علي قطعة أرض بنفس القيمة السعرية بمدينة 6 أكتوبر، أوالبقاء بالمنطقة والحصول علي جزء من مساحة الأرض والمشاركة في التطوير، اوالحصول علي تعويض مادي تحدده لجنة التقييم. وأضاف صديق أنه سيتم الإعلان عن المخطط العام النهائي لتطوير منطقة مثلث ماسبيرو، بعد الانتهاء من تحديد ملكيات صغار الملاك بالعقود الجديدة، مؤكداً علي أن تطوير المنطقة سيبدأ قريباً، مشيراً إلي أن مساحة المنطقة تقدر ب 74 فدانا، وسيتم تطوير مساحة 40.3 فدان منها فقط، وباقي المساحة مقام عليها مبني الإذاعة والتليفزيون والقنصلية الإيطالي ووزارة الخارجية، لافتاً إلي أنه يتم حالياً تحديد ملكيات صغار الملاك لدراسة تعويضهم في المخطط الجديد بمساحات أراض لها نفس مميزات المساحات السابقة. وأضاف صديق أنه سيتم بناء حي سكني متكامل علي أحدث الأساليب المعمارية بتكلفة تقدر ب مليار جنيه، للأهالي الراغبة في العودة للمنطقة بعد الانتهاء من التطوير، إضافة إلي ترفيق مساحة ال40.3 فدان بتكلفة تتراوح من 750 مليون جنيه إلي مليار جنيه. وأوضح صديق أن هناك عددا كبيرا من المشروعات التي ينفذها الصندوق بالتعاون مع عدد من الشركاء، ومنها الانتهاء من مشروع الأسمرات 3 بالمقطم، وتشمل بناء 124 عمارة بعدد وحدات 7440 بتكلفة 1.8 مليار جنيه، وذلك لاستيعاب سكان المناطق العشوائية التي يتم نقلهم من محافظتي القاهرة والجيزة، وذلك بعد أن تم الانتهاء من مشروع الأسمرات 1 و2 والذي يضم 11.5 ألف وحدة سكنية تم تسكين نسب كبيرة منها. وعن مشروع المحروسة 1 و2 لفت صديق إلي أن المشروع يتضمن إنشاء 199 عمارة بتكلفة 600 مليون جنيه، ومشروع تل العقارب أو روضة السيدة حالياً، حيث يتم إنشاء عدد 16 عمارة سكنية لتوطين السكان بنفس المنطقة من خلال الإخلاء المؤقت للسكان في مساكن في مدينة 6 أكتوبر، بتكلفة إجمالية للمشروع تقدر ب 200 مليون جنيه. ولفت صديق إلي أنه يتم إنشاء تجمع سكني بمشروع معاً حي السلام أول، ويتضمن إنشاء 102 عمارة سكنية، بتكلفة تقدر ب 550 مليون جنيه، بجانب مشروع أرض الخيالة بمحافظة القاهرة والذي يتضمن إنشاء 42 عمارة سكنية ومن المقرر أن ينتهي نهاية العام الحالي، بتكلفة 850 مليون جنيه