مازالت توابع بركان ثورة 52 يناير 1102 تلاحق رموز الفساد وفلول النظام الدكتاتوري الذين مازالوا يصرون علي نشر الفوضي والفتن.. وتنطلق هذه التوابع نحو الحرية والديمقراطية والكرامة لتحقيق العدالة الاجتماعية التي لا يعيق تحقيقها الا الفوضي والبلطجة والبطالة والعنف والغياب الأمني وتعطيل الانتاج والاعتصامات غير المبررة والمظاهرات الفئوية والمطالب التعجيزية »لبن العصفور« فكيف وبلدنا كانت علي حافة انهيار اقتصادي وسياسي؟ وأخطر هذه المعوقات ضراوة هي (الفتنة الطائفية) وهي أقصر الطرق لانتحار الأمم. وإثارة الفتنة هي أسهل الوسائل لإعاقة تقدم الشعوب لارتباطها بالعقائد الدينية وهي احد الأساليب التي روج وخطط لها الاستعمار ومازال جاء في (بروتوكولات حكماء صهيون) التي صدرت في روسيا عام 1091 ما نصه (فتفكيك لبنان الكلي الي خمس مناطق يشكل سابقة لبقية العالم العربي بما في ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه جزيرة العرب.. ان تفكيك سوريا والعراق في وقت لاحق الي مناطق علي أساس عرقي أو ديني كما هو الحال في لبنان يعتبر الهدف الاول لإسرائيل في الجبهة الشرقية علي المدي البعيد في حين ان تفكيك القوة العسكرية لهذه الدول تشكل هدفا أوليا علي المدي القصير..) إن ذلك لتثبت ان ما جري من تصرفات همجية علي يد الولاياتالمتحدةالامريكية وتابعتها بريطانيا (التي كانت عظمي) قد خططت له إسرائيل منذ أكثر من احد عشر عقدا من الزمان ويتضح من البروتوكولات ان التخطيط لتقسيم وتفكيك وإضعاف الدول - ومن بينها مصر - علي أسس عرقية ودينية هو ما تم تنفيذه في فلسطين وأفغانستان والعراق والصومال ولبنان والسودان وجاري استكماله - لا قدر الله في ليبيا واليمن وسوريا ان لم تنتبه شعوبهم. ولم تسلم مصرنا الحبيبة من محاولات بث الفتنة الطائفية بشتي الطرق سواء بمخططات عملية داخلية من فلول النظام البائد اللعين مستخدمين اكثر من 004 ألف بلطجي أو بأجندات أجنبية كثيرا ما لحق بها الفشل المهين لأنها دخيلة علي شعب ذي حضارة سبعة الاف سنه فقدماؤنا المصريون قد أمنوا أكثر من أي شعب اخر بتنوع الاديان في إطار التوافق الشعبي فاعتبروا ان »آمون رع« هو الههم الأوحد وان باقي الآلهه هي صور له تجسيدا لوحدتهم الوطنية رغم تنوع معتقداتهم الدينية وتأتي دعوة »اخناتون« أول الموحدين في ثورته الي الايمان بأن الله واحد لا شريك له للعالم أجمع دون ان يدمر معبدا أو يكفر أحدا من أصحاب العبادات الاخري وقد أثبتت الثورات المصرية المتعاقبة ان الشعب المصري شعب واحد متماسك عبر العصور حين فرض إرادته علي الحكومات العملية أو الاحتلال الأجنبي فثورة الزعيم أحمد عرابي ضد الخديوي توفيق - العميل - تجسد مقولته الشهيرة »والله لن نورث بعد اليوم« وفي ثورة 9191 تم رفع الهلال والصليب في وجه الاحتلال البريطاني البغيض وفي ثورة 2591 توحد الشعب المصري كله مسلمين ومسيحيين ضد تحالف كل من الاستعمار والملك والاقطاع. ثم جاءت انتصارات أكتوبر 3791 المجيدة بمثابة ثورة ضد الهزيمة والرجعية عندما امتزج دم المسلم والمسيحي معا علي أرض سيناء الحبيبة ليطهر أرضنا من دنس الاحتلال الصهيوني واختتمت الثورات المصرية - حتي اليوم - بأعظم ثورة شهد لها العالم التي انطلقت في 52 يناير 1102 تجسيداً للوحدة المصرية حين وقف المسلم والمسيحي يدا واحدة ضد مؤامرة التوريث والدكتاتورية حتي أسقطوا العصابة الحاكمة الفاسدة ان مصر في عصورها القبطية والاسلامية لم تتعرض لحروب دينية كما حدث في أوروبا وآسيا فمحاولات بث الفتنة الطائفية في مصر محاولات فاشلة بدءا من محاولات الاستعمار التقليدي القديم مرورا بالاستعمار الثقافي والاقتصادي وصولا الي المخططات الصهيونية الامريكية والاعيب الموساد المستمرة والتي لم ولن تنطلي علي شعبنا المصري الأصيل قال الله تعالي (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) صدق الله العظيم. وجاء في الانجيل (من لا يحب لا يعرف الله لأن الله محبه) من هنا فان الاحداث المأساوية المؤسفة التي شهدتها البلاد في قنا والاسكندرية وقرية صول وأخيرا في امبابة أحداث دخيلة علي المجتمع المصري تنم عن تراجع قيم التسامح والحوار من قلة متطرفة يجب التمحيص فيها لدراسة أسبابها ومعرفة حجمها ودوافعها وطرق علاجها حتي يتم استئصالها والأخذ بأشد العقوبات القانونية حتي لا ينهار مجتمعنا المصري العريق بسبب تطرف أو تعصب من هنا أو هناك يجب علي كل داعية إسلامي أو مسيحي - ان يتحمل مسئولية في بئر التعصب الاعمي الذي يطول شعبنا من البسطاء - مسلمين ومسيحيين - الذين لم يفهموا سماحة دينهم ويتم تضليلهم بشعارات هدامة فلا إكراه في الدين ويجب الضرب بيد من حديد ضد كل أعمال الارهاب والبلطجة والتطرف فالعين الحمراء مطلوبة الان وفورا حتي لا ينفلت الزمام أكثر من ذلك وبالقانون كأداة للحساب وليس بالحلول العرفية للخروج من مأزق الصراع الطائفي وقد جاء الوقت لنوقف الاعتصامات الغير مبررة فاعتصام ماسبيرو زاد عن حدة وهو خطأ فادح ليس له ما يبرره سواء في الزمان أو المكان حتي لا نسئ لهيبة الدولة وتوفر المناخ السلبي لأعمال البلطجة والتطرف فهيبة الدولة فريضة علي كل مصري مسلم أو مسيحي يحظر علي الجميع المساس بها وضرورة فرض الأمن والاستقرار ولو بالقوة فالعودة البطيئة للأمن جريمة تندرج تحت طائلة القانون ولابد من الحزم لإصلاحها وعلي الأزهر القيام بدوره نحو الانقسامات الاسلامية المخالفة لتعاليم الدين فهذا أخواني وذلك سلفي والاخر سني.. إلخ فالله واحد لا شريك له كما يجب علي الكنيسة الرد بحزم علي من يدعون بأنهم أقباط المهجر ويصدرون لنا الفتنة والضغينة تنفيذا لاجندات أجنبية أما المصريون - مسيحيين ومسلمين - المقيمون في المهجر فهم من هذه الفئة براء كما يجب نبذ الاستقواء بالخارج الذي يشق صفوف هؤلاء المصرين وأخيرا يجب ان يسود مبدأ التسامح والحرية والاخاء والمواطنة وسيادة القانون بين الاشقاء مسلمين ومسيحيين مع احترام حرية العقيدة وحماية دور العبادة فإزالة الاحتقان الطائفي لن يتم بالمصالحات التليفزيونية التي يتبادل فيها الشيوخ والقساوسة القبلات ولكنه يتم بعلاج الأزمات وأسبابها والعمل علي حلها وتفاديها بل بترها مع الضرب بيد أشد علي أيدي المتطرفين أيا كانوا شيوخا أو قساوسة ممن يقومون بشحن البسطاء من المصرين الذين لا يعرفون دينهم ويدفعونهم نحو التطرف والارهاب ويجب علي كل مصري ان يتمسك بشعارنا العظيم »الدين لله والوطن للجميع« ولنؤجل مطالبنا الفئوية مرحليا ونتوجه جميعا لندير عجلة الانتاج لإنقاذ بلدنا من انهيار كان يتربص بنا لولا إرادة الله بنجاح الثورة المصرية. وعلي الله قصد السبيل..