مصر ضيف شرف مهرجان كان.. حدث سينمائي وسياسي وسياحي كبير.. لم يصدقه البعض في البداية لماذا مصر؟ ولماذا ضيف شرف؟ لاشك أن ثورة يناير البيضاء التي أذهلت العالم كانت أكبر دافع ليحتفي المهرجان باسم مصر، لكن تاريخ السينما المصرية أيضا كان دافعا آخر لكي يختار أهم مهرجان سينمائي في العالم بلدنا ليكون ضيف شرف لدورته لهذا العام التي تبدأ يوم الأربعاء 11 مايو 1102. ولأن الحدث كبير ومهم.. ويعد فرصة عظيمة علي كل المستويات تكاتفت جهات عديدة لإقامته، فتقيم وزارة الثقافة بالاشتراك مع وزارة السياحة جناح مصر في كان وهو الجناح الذي تشارك فيه خمس شركات إنتاجية كبري من مصر إلي جانب المركز القومي للسينما.. وقد رأت وزارة السياحة أن اختيار مصر كضيف شرف في المهرجان سيكون فرصة رائعة للترويج لمصر في أوروبا كلها.. لهذا أعدت برنامجا حافلا ستقدم من خلاله عروض متميزة خلال فترة المهرجان للأفواج السياحية القادمة إلي مصر.. أما المهرجان فيحتفي رسميا بمصر يوم 81 مايو وهو اليوم الذي سيكون »يوما مصريا خالصا«.. ويعرض خلاله فيلم 81 يوم أول الأفلام المنتجة عن الثورة والذي لم ينته مخرجوه من أعمال المونتاج والدوبلاج حتي الآن.. ويقام معرض لصور الثورة وهو المعرض الذي اقيم بدار الأوبرا مؤخرا وأشرف عليه د.ممدوح حمزة والمعرض يقام في باريس يوم 9 مايو ثم ينتقل بعدها إلي كان لينضم لفعاليات الاحتفاء الفرنسي بثورة مصر. ثم يعرض يوم 91 مايو فيلم »صرخة نملة« ورغم أن الفيلم بدأ تصويره قبل الثورة بأكثر من شهر إلا انه يكاد يتنبأ بما حدث وينتهي بخطابي الرئيس السابق قبل أيام من تنحيه رسميا. الحدث كما نقول كبير ومهم.. وهو ما تؤكد عليه السيدة ماجدة واصف المستشار الفني والمنسق لمهرجان كان للسينما العربية.. تقول: اختيار مصر كضيف شرف في تقليد يقوم به المهرجان لأول مرة يمثل حدثا فنيا فريدا ولا شك أن ثورة 52 يناير التي أذهلت الفرنسيين، كما أذهلت العالم كله كانت وراء ذلك.. لكن يجب ألا ننسي أن مسئولي مهرجان كان يعلمون تماما مكانة السينما المصرية وتاريخها الممتد. وتضيف ماجدة: فكرة اختيار مصر تبلورت مع الوقت بعد ان تأكدنا من وجود أفلام مصرية قادرة علي المشاركة خاصة فيلم 81 يوم الذي يتضمن عشرة أفلام روائية قصيرة تتناول احداث الثورة وقد شاهدت منه ستة أفلام التي انتهت العمل بها حتي الان كما جاءت لجنة من المهرجان وشاهدت الأفلام التي انتهي العمل بها.. ونسخة من فيلم »صرخة نملة«.. الذي سيقام له عرض خاص خارج المسابقة . جناح لمصر في سوق المهرجان إقامة جناح لمصر في سوق المهرجان الذي يفتتح أيضا يوم 11 مايو يمثل أهمية كبيرة وهو ما تؤكد عليه سهير عبدالقادر مدير مهرجان القاهرة السينمائي وتقول: هذا العام الأمر يختلف تماما.. فالثورة البيضاء اثارت فضول الغرب عموما ليعرفوا المزيد عن مصر.. وقد كنا حريصين علي اقامة جناح لمصر في المهرجان بتعاون كبير بين وزارتي الثقافة والسياحة. وتشارك فيه شركات مصر للسينما وروما وفيلم كلينيك وروتانا والشركة العربية وسوف نقيم مؤتمرين صحفيين يومي 51 و71 مايو وقد وجهنا الدعوة لأكثر من ستمائة ضيف من نجوم السينما العالمية واعضاء لجان التحكيم الذين شاركوا في دورات متعددة بمهرجان القاهرة وشركات الانتاج الكبري فهذا الحدث يجب أن يتم استغلاله في الترويج لمصر علي كل المستويات وسوف يقام معرض توثيقي للثورة.. ويعرض فيلم 81 يوم ثم يقيم المهرجان حفل عشاء رسمي علي شرف مصر يدعي إليه نجوم العالم الذين يحضرون دورة هذا العام. دعوة رسمية للوزير وجهت إدارة مهرجان كان دعوة رسمية لوزير الثقافة د.عماد أبوغازي لحضور الاحتفال الذي يقام يوم 81 مايو باختيار مصر كضيف شرف ويحضره وزير الثقافة الفرنسي .. وهو اليوم الذي يعرض فيه فيلم 81 يوم الذي يتضمن عشرة أفلام قصيرة شارك فيها كبار المخرجين وشبابهم ممن شارك بعضهم في ثورة 52 يناير. حيث يقدم كل منهم رؤيته الدرامية في فيلم لا تتجاوز مدنه 51 دقيقة، هذه الأفلام تم تنفيذها في وقت قصير وبميزانيات محدودة بل إن اغلب العاملين بها من فنانين وفنيين تنازلوا عن أجورهم ووافقوا علي توجيه ايراداتها.. عند عرضها تجاريا لتنظيم حملة للتوعية السياسية والمدنية في القري المصرية. ومثلما كانت ثورة 52 يناير بلا قيادة وإنما انطلقت بروح الشباب فإن مخرجي فيلم »81 يوم« يعملون معا دون أن ينسب أحدهم لنفسه الفكرة وهو ما يؤكده المخرج الشاب مروان حامد أحد المشاركين في الفيلم بفيلمه القصير 91/91 قائلا: في هذه التجربة تعاملنا مع الفيلم كوحدة واحدة وليس مجموعة أفلام وقد سيطرت روح الجماعة فلم تكن التجربة مجرد عشرة أفلام قصيرة ومستقلة بل فيلما واحدا يجمع رؤي مختلفة ومنظورا متباينا لثورة 52 يناير.. والحقيقة أن اختياره في مهرجان كان جاء بمثابة مفاجأة كبيرة لنا فقد كنا نخطط لعرضه علي شبكة الإنترنت.. ولهذا فالعمل لايزال في مراحله الأخيرة وسوف نقيم مؤتمرا صحفيا ليتحدث كل فريق العمل عن هذه التجربة المهمة. والأفلام العشرة هي »داخلي خارجي« ليسري نصر الله وبطولة مني وآسر ياسين بمشاركة النجمة يسرا وفيلم »احتباس« اخراج شريف عرفة تحرير 2/2 اخراج مريم أبوعوف و91/91.. لمروان حامد و »لما يجيلك الطوفان« لمحمد علي و »خلقة ربنا« لكاملة أبوذكري و »حظر تجول« لشريف البنداري و »شباك« لأحمد عبدالله و»أخلاق الثورة« لاحمد علاء و »كعك التحرير« لخالد مرعي. وعقب حفل العشاء الرسمي الذي يقيمه المهرجان علي شرف مصر تقدم فرقة وسط البلد الغنائية بعض أغنياتها التي قدمتها عن ثورة 52 يناير. صرخة نملة.. نهاية وبداية رغم أن فيلم »صرخة نملة« بدأ تصويره في شهر أكتوبر من العام الماضي الا انه يبدو وكأنه كان يتنبأ بأحداث الثورة فهو يتناول الأسباب التي أدت إلي هذه الثورة من خلال شاب مصري يسافر للعمل في العراق ويتم اعتقاله هناك ويرحل لمصر فيبدأ رحلة معاناته مع مباحث أمن الدولة التي تعتقله عدة مرات ويتعرض لتعذيب شديد ويصبح علي ثقة أن صرخاته هي مجرد صرخة نملة لن يسمعها أحد. وكما يقول مؤلفه طارق عبدالجليل: الفيلم يتعرض لواقع المجتمع المصري بكل معاناته من فساد ومتاجرة بثروته من كبار المسئولين والوزراء بل إن وزير الإسكان يتعرض للسجن في أحداث الفيلم. ويضيف طارق: كانت هناك 12 ملحوظة للرقابة ولأمن الدولة عند حصولنا علي تصريح بالسيناريو ولم أتوقع أن ينتهي الأمر بعرض الفيلم كاملا ودون أي حذف. وقد استعان المخرج بمشاهد ميدان التحرير والخطابين اللذين ألقاهما الرئيس السابق قبل تنحيه.. أما النهاية عندي فالبطل يحاول الوصول لسيارة الرئيس ويعترضها وحينما ينجح في ذلك يجدها خاوية وهي النهاية التي ترمز إلي نهاية النظام.. الفيلم يلعب بطولته عمرو عبدالجليل ورانيا يوسف وسلوم حداد وأحمد وفيق والفنان الكبير حمدي أحمد.