إذا كان حديث السياسة والاقتصاد يتصدر المشهد في مصر ما بعد 52 يناير، فلا يجب أن نغفل العلم لكونه قاطرة التقدم والدافع الحقيقي لعجلة الاقتصاد والتنمية، فغياب التخطيط في البحث العلمي أعادنا للوراء قروناً، ودفع علماءنا للهروب من مصر بعدما واجهوا سياسة »تطفيش« منظمة. وقد يكون من حسن الطالع ان يكون د. عصام شرف هو رئيس وزراء مصر، لأنه يؤمن بالعلم كأساس لارتقاء الأمم وهو ما دفعه في العام الماضي لتأسيس جمعية عصر العلم، كما تعهد برعاية النابغة عمر السيد عثمان »51 عاما« لأن النبوغ العلمي أولي بالتبني. فمصر أحوج ما تكون لصحوة علمية حتي لا تتراجع للوراء، وهو ما أكد عليه الجراح العالمي مجدي يعقوب، فهي أقل دول العالم إنفاقا علي البحث العلمي حسبما جاء في تقرير بريطاني، إذ لا تتجاوز ميزانيته 2.0 من إجمالي الناتج القومي وهي مهزلة حقيقية إذا ما قورنت ب 1٪ في دول نامية أخري و5٪ في إسرائيل! وإذا كانت بعض الدول مثل كوريا الجنوبية والبرازيل والصين وتركيا قد حققت طفرة علمية واقتصادية في سنوات بسبب تبني مشروع حضاري وطني، فانني ادعو د. شرف لتوجيه بوصلته نحو العلم أولا من خلال مشروع قومي لنهضة مصر يقوم علي البحث العلمي وإصلاح التعليم، والاستفادة بعلماء مصر في الداخل والخارج والذي يستشرفون فجرا جديدا في مصر بعد ثورة 52 يناير.