عندما تزور إرادة الأمة في الانتخابات ويستولي السماسرة وأصحاب المليارات علي مقاليد الحكم بقوة التغلب وأجهزة القمع، يصبح منطق القوة -بل والبلطجة- هو السائد في حكم البلاد والعباد!.. ولذلك، لم يكن غريبا استعانة نظام العار الذي حكم مصر علي امتداد ثلاثة عقود -سبقت ثورة 52 يناير سنة 1102- بالبلطجية في انجاز المهام وتأديب المعارضين.. بل لقد كانت هذه الاستعانة سمة وخطيئة من خطايا هذا النظام! لقد استعان هذا النظام بالبلطجية، يخرجهم من السجون، ومن أماكن الاحتجاز في أقسام الشرطة ويسلحهم، ثم يدفع بهم إلي تأديب الخصوم -في الحرم الجامعي!.. وفي الانتخابات.. وحتي المظاهرات السلمية التي تفجرت في 52 يناير سنة 1102!. كذلك استعان نظام العار هذا بأجهزة الاعلام -المرئية.. والمقروءة والمسموعة.. في غسل مخ الجماهير.. حتي لقد انصرفت هذه الجماهير عن متابعة هذا الإعلام، لفرط ما تميز به من الفجاجة والنفاق والكذب- التي تفوق فيها علي مسيلمة الكذاب.. وعبدالله بن أبي بن سلول - جميعا!. ونظام العار هذا هو الذي وضع الثقافة - ثقافة مصر الإسلامية- في أيدي الشواذ و»الشماشرجية« والمخنثين!.. حتي أصبحت جوائز الدولة -في أغلبها- حكرا علي الزنادقة وأشباه الزنادقة وغلاة العلمانيين! ونظام العار هذا هو الذي أفسد التعليم المصري -في الجامعات وفيما قبل الجامعات - وفي ظله جمعت الكتب الإسلامية من مكتبات المدارس وأشعلت فيها النيران- وذلك لأول مرة في تاريخ مصر!.. وهو النظام الذي فتح كل الأبواب أمام التعليم الأجنبي، لتدمير الهوية العربية الإسلامية لمصر.. ودفع الكثيرين إلي هذا التعليم الأجنبي، بعد الافقار والانهيار الذي اصاب التعليم الوطني والعام!. ونظام العار هذا هو الذي أفسد الذوق المصري، بالاغاني الهابطة والفنون المنحلة.. حتي عدت الأغاني التي تتحدث عن الوطنية والعروبة والإسلام غريبة عن الأسماع! ونظام العار هذا هو الذي حول مصر إلي »دولة الرجل المريض«، فترك الشرق للهيمنة الصليبية والصهيونية والامبريالية، بعد ان كانت مصر مركز الحل والعقد في وطن العروبة وعالم الإسلام. ونظام العار هذا هو الذي بدأ عهده بالكلمة الحكمة: »الكفن ليست له جيوب«.. وعندما ثار عليه الشعب في 52 يناير سنة 1102 كان العالم يتحدث عن الثروة التي جمعتها الأسرة، والتي بلغت عشرات المليارات من الدولارات!!. انها بعض من خطايا نظام العار، الذي حكم مصر علي امتداد ثلاثة عقود، والتي فجرت الثورة التي أعادت شعب مصر إلي معدنه الأصلي النفيس.