سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد نجاح تجربة الجامعات »ثنائية القومية« التعليم العابر للحدود .. قادم رئيس جامعة أولم : »ألمانية مصر« تفوقت علينا في أعداد المقبولين ... السفير الألماني : أصبحت النموذج الأنجح لنا في العالم للتعليم العابر للحدود
احتفالية ضخمة حدثت بمدينة أولم بألمانيا كان هدفها الأساسي هو الاحتفال بمرور خمسين عاما علي إنشاء هذه الجامعة التي أصبحت من أولي الجامعات الألمانية والثالثة علي مستوي أوربا، وكذلك الاحتفال بمرور 15 عاما علي إنشاء الجامعة الألمانية في القاهرة والتي كانت رهانا علي خروج ألمانيا لأول مرة بتعليمها المتميز ليكون عابراً للحدود من خلال هذه الجامعة وكان السبب في الاحتفال المشترك للجامعتين هو أن جامعة أولم تعتبر بمثابة الجامعة الأم التي كانت ومازالت الراعية الأولي لفكرة إنشاء جامعة ألمانية في القاهرة ونجح هذا الرهان حتي تفوقت الجامعة الألمانية بالقاهرة علي الجامعة الأم في أولم، بل وسبقتها في قبول أعداد أكبر منها من الطلاب الذين أقبلوا علي الجامعة الألمانية بالقاهرة بعد أن نجحت في أن تتبوأ مكانة متميزة بين الجامعات المصرية منذ لحظة إنشائها. هذه الاحتفالية تطرقت أيضا إلي تناول قضية »التعليم العالي خارج الحدود» علي مستوي العالم كله، ومستقبل الجامعات التي تسير في هذا الاتجاه، وكذلك قضية التوسع في إنشاء الجامعات »ثنائية القومية» مثلما هو موجود الآن في مثال الجامعة الألمانية بالقاهرة خاصة أن مصر بدأت تسير في هذا الاتجاه بشكل قوي عندما قررت أن تقيم العديد من الجامعات والفروع الأجنبية لأفضل جامعات العالم في العاصمة الإدارية الجديدة بهدف الاستفادة من الإنجازات العلمية والبحثية التي حققتها هذه الجامعات في مجال تطوير المناهج، فضلا عن توفير نفقات الابتعاث وجذب المبتعثين من خارج مصر،وبهدف أن تصبح الجامعات الجديدة بالعاصمة الإدارية نماذج مضيئة لمستوي التعليم الجامعي والبحث العلمي الذي تسعي الدولة لتوفيره وفقاً للمعايير الدولية؛ بما يسهم في الارتقاء بالمنظومتين التعليمية والبحثية في مصر . وكان في مقدمة الحضور لهذا الاحتفال الضخم بمدينة أولم عدد كبير من أساتذة ورؤساء الجامعات الأِلمانية، وممثل هيئة التبادل العلمي الألمانية ال DAD، ومن الجانب المصري د0عز الدين أبوستيت أمين مجلس الجامعات الخاصة، ود0يوسف راشد القائم بعمل أمين المجلس الأعلي للجامعات، وهاني أباظة وكيل لجنة التعليم بالبرلمان وعدد من أعضاء اللجنة أيضا، ومجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، وعدد كبير من الإعلاميين المهتمين بالشأن الجامعي في مصر . وفي البداية عبر البروفيسور ميشائيل فيبر، رئيس جامعة أولم عن سعادته بوجود وفد كبير علي مستوي عالٍ من مصر للمشاركة في الاحتفال بمرور خمسين سنة علي إنشاء جامعة أولم وخمسة عشر عاما علي إنشاء الجامعة الألمانية بالقاهرة وبذكاء شديد ربط بين أهمية الاحتفال بكل من جامعة أولم والجامعة الألمانية في هذا اللقاء وسر العلاقة القوية التي نشأت بينهما 0 وأضاف فيبر بعد استعراضه لقصة إنشاء جامعة أولم في فبراير 1967، أنها بدأت ب64 طالبا بكلية الطب والفيزياء، أما حاليا فبها حوالي 11000 طالب، وهي ليست فقط كما قال أكبر مؤسسة تعليمية وعلمية في المنطقة وإنما تمثل أيضا محركا هاما في البحث العلمي والتطوير، وهذا واضح في الترتيب المذكور في تقرير التايمز للتعليم العالي، حيث جاءت جامعة أولم في المرتبة الأول في المانيا، والثالثة علي المستوي الأوروبي والمرتبة الثامنة علي مستوي العالم. ألمانية القاهرة تفوقت علي الأم أما عن قصة إنشاء الجامعة الألمانية بالقاهرة فقال فيبر أنه في إطار منحة من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي، في عام 1988 جاء من مصر طالب دراسات عليا شاب يدعي أشرف منصور لجامعة أولم، للحصول علي الدكتوراه ثم الأستاذية في الفيزياء، ومن الواضح أن هذه السنوات كان لها أثرها عليه حيث تأثر بطريقة البحث والعمل في مجموعة الأستاذ Pechhold– المشرف علي رسالته – من الربط بين التجربة والنظرية والمنهجية العلمية. ومن الجلي أنه أعجب جدا بنظام التعليم بالجامعة الألمانية، وذكر كما جاء بالموقع الإلكتروني للهيئة الألمانية للتبادل العلمي قائلا : » »لدي عودتي إلي القاهرة كنت أود أن آخذ جامعة أولم معي.» ولكن حيث إنه من الصعب أخذ جامعة، فقد قرر منصور إنشاء جامعة طبقا للنموذج الألماني في القاهرة، واستطاع إقناع آخرين والقائمين علي جامعة أولم بمزايا هذه الفكرة ومن خلال الرؤية والمفاهيم الواضحة وقوة التنفيذ وجد منصور داعمين له خاصة بجامعة أولم، وجامعة شتوتجارت وتوبينجن (ومانهايم) للمضي في تحقيق ذلك، والآن هناك أكثر من 12000 طالب يدرسون بالجامعة الألمانية بالقاهرة في 8 كليات، وبذلك تكون الجامعة الألمانية بالقاهرة أكبر من جامعة أولم وذلك خلال 15 سنة فقط من إنشائها، وقد تحققت قصة النجاح هذه بدعم كبير من جامعات أولم وشتوتجارت وتوبينجن، وولاية بادن فورتمبيرج، ووزارة العلوم والبحث العلمي والفنون بولاية بادن فورتمبيرج، ووزارة التعليم العالي المصرية، والسفارة الألمانية في القاهرة، والهيئة الألمانية للتبادل العلمي، الوزارة الاتحادية للتعليم والبحث العلمي، والغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة. نموذج للتعليم العابر للحدود وأشار رئيس جامعة أولم أن الجامعة الألمانية بالقاهرة مثال علي التعليم عابر الحدود، حيث إن مجموعة التخصصات والهيكل التعليمي يتوافق إلي حد كبير مع ماهوموجود بالجامعات التقنية الألمانية، وبالإضافة إلي مصر، تعتبر الجامعة الألمانية بالقاهرة جامعة نموذجية فهي أكبر مشروع جامعي علي مستوي العالم، تم تحقيقه بالتعاون مع الجامعات الألمانية حيث إن 42٪ من جميع الطلاب الدارسين بمشروعات التعليم الألماني خارج حدود المانيا متواجدون بالجامعة الألمانية بالقاهرة، وفقا لإحصائيات للهيئة الألمانية، وعادة يستند معيار الجودة علي المعايير المحلية، مما يمد الخريجين درجات معترفاً بها دوليا وفقا لاتفاقية بولونيا الأوروبية. أما فيما يختص بحقيقة الجودة والحديث مازال علي لسان البروفيسور ميشائيل فيبر، رئيس جامعة أولم فيمكنني ذكر الحقيقة التالية حيث كنت شخصيا متحدثا باسم لجنة الاعتماد لتخصص علوم الكمبيوتر ذات الصلة لسنوات عديدة، وطوال عملي في هذه اللجنة، تم تقييم مناهج علمية لمؤسسة تعليمية واحدة من بين أكثر من 100، بموافقة غير مشروطة – وهي تلك الخاصة بالجامعة الألمانية بالقاهرة. 4500 طالب قدموا لألمانيا وأكد رئيس جامعة أولم أن طلاب الجامعة الألمانية بالقاهرة أصبحوا يأتون بانتظام إلي الجامعات الشريكة في ألمانيا لكتابة مشروعات التخرج أو استكمال الماجستير علي سبيل المثال، كما يجري حاليا العمل في مشاريع الدكتوره بصورة متزايدة، ومن أجل إقامة الطلاب في أولم، قامت الجامعة الألمانية بالقاهرة بإنشاء مبني للاقامة الخاصة بهم، وبين عامي 2012 و2017، سافر أكثر من 4500 طالب من الجامعة الألمانية بالقاهرة إلي ألمانيا سواء لإقامة قصيرة أوطويلة الأجل، وخاصة إلي فرع الجامعة في برلين، الذي تم إنشاؤه قبل نحو5 سنوات، كما يذهب مدرسون من الجامعات الألمانية الشريكة إلي مصر، ويتم تعزيز البحوث المشتركة عن طريق التبادل في ما يسمي حلقات عمل مطابقة (متماثلة) أوزيارات معملية. وفي النهاية تمني فيبر النجاح والتعاون المثمر بين الجامعتين في إطار التقدير والاحترام المتبادل والشعور بالمسئولية، وهنأ الجامعة الألمانية بالقاهرة بعيدها الخامس عشر وقدم للدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة نموذجا مجسدا لبوابة الجامعة الألمانية في القاهرة يرمز إلي أن التعليم والعلم هما البوابة الأساسية لإقرار ثقافة السلام في العالم. أفضل جامعة في مصر أما السفير الألماني بالقاهرة، جورج لوي، فأكد في كلمته أن هذه الاحتفالية المزدوجة بمرور 50 عاما علي انشاء جامعة أولم، و15 عاما علي انشاء الجامعة الألمانية بالقاهرة، تعبر عن العلاقة القوية بين الجامعتين، وتزامنت أيضا مع احتفالية العام المصري الألماني للعلوم وأضاف أن الجامعة الألمانية بالقاهرة وفريقها كان لهما إسهامات كبيرة في توطيد العلاقات بين مصر والمانيا متسائلا :» من كان يستوعب أن يحضر شاب مصري إلي جامعة أولم الألمانية يدرس الدكتوراه والاستاذية، ويعود إلي وطنه ليؤسس جامعة تتيح التعليم الألماني المتميز خارج حدود المانيا وتحديد مصر، في إشارة إلي الدكتور أشرف منصور، مؤسس الجامعة الألمانية بالقاهرة ..وأوضح، أن الجامعة الألمانية بالقاهرة تعد أفضل جامعة في مصر، كما أنها وضعت معايير في التعليم والبحث العلمي، يحتذي بها بين سائر الجامعات حول العالم، لافتا إلي أن الجامعة الألمانية تعد جامعة ثنائية القومية ( المانية – مصرية)، وتعد نموذجا ومثالا ناجحا للتعليم العابر للحدود وأن هذه الاستراتيجية ثنائية القومية في التعليم العالي والتي تتبناها دولة المانيا في سياسة التعليم العالي تعد من أنجح النماذج التي يحتذي بها. مميزات التعليم العابر للحدود وتابع السفير الألماني بالقاهرة أن من أهم مميزات التعليم العابر للحدود هوأن به عملية تبادل علمي، ويؤهل كوادر علي مستوي اكاديمية وبحثية علي مستوي العالم، مما يجعل هناك تعاون كبيراً من خلال شبكة من العلماء في مواجهة تحديات العالم، وخلق ابتكارات تحافظ علي العلوم والبحث العلمي، مشيراً إلي أن أفريقيا وشمال افريقيا تعد محور اهتمام لدولة المانيا، وذلك بهدف وجود تعاون في مجال البحث العلمي بشكل أوسع، وكذلك جعل هناك تنافسية في الاسواق المحلية والمحلية، لأن المانيا تنظر إلي افريقيا وشمال افريقيا علي انها شريك أساسي في عملية التعليم العالي والبحث العلمي. واستكمل السفير الألماني حديثه مؤكدا أن التعليم والبحث العلمي، هما المحرك الاساسي للنهوض والتنمية المجتمعية في أي بلد حول العالم، لافتا إلي أن مؤسسات التعليم العالي، وتأسيس جامعات عابرة للحدود، قدر كبير من التعاون وتبادل الأفكار والرؤية، واستعداد من كلا الطرفين للتعلم من الآخر. وأردف، أن هذا الفكر متحقق في الجامعة الالمانية بالقاهرة، لأنها اتاحت التعليم الالماني المتميز في مصر، من خلال المنظومة التعليمية المتكاملة، ووصلت للعالمية بالابحاث العلمية التي عكف طلابها واساتذتها عليها، لذا فهي تعد النموذج الأنجح للتعليم العابر للحدود بالنسبة إلي المانيا. أكبر نجاح لفكرة ثنائية القومية من جانبها، قالت دوروتيا رولاند، سكرتير عام الهيئة الألمانية للتبادل العلمي DAD، إن العالم بحاجة إلي مشروعات تعليم عابر للحدود، وذلك لأن العلم والتعليم هما السبيل الوحيد لمواجهة تحديات العالم، لافتة إلي ان النموذج الناجح والمتمثل في الجامعة الألمانية يعد اكبر نجاح لفكرة ثنائية القومية، لأنه من الصعب نقل جامعة كاملة لبلد آخر، ولكن الجامعة الالمانية بالقاهرة استطاعت تطبيق كل المعايير والنظم التعليمية الالمانية إلي الأرض المصرية، مع تلبية احتياجات السوق المصري، وتنوعه. وأضافت، ان قوانين التعليم تختلف من بلد لآخر مما يصعب مهمة نقل نظام تعليمي من بلد لبلد بحذافيره، إلا أن الجامعة الألمانية بالقاهرة كونها ثنائية القومية المانية مصرية نجحت في تطبيق تلك التجربة باحترافية شديدة، وأبهرت العالم، لتصبح شريكا أساسيا مع الجامعات الألمانية، لافتة إلي أن مناهج الجامعة الألمانية حاصلة علي الاعتماد الأوروبي والالماني، مما يفتح المجال أمام الخريجين للدراسة والعمل في أي جامعات أخري، مما يسهل عملية التبادل بين الجامعات الالمانية والعالمية. وتابعت، أن الجامعة الالمانية بالقاهرة، تلبي احتياجات سوق العمل من خلال كلياتها المتنوعة، مما يساهم في نهضة البلاد، ومنه التقدم التكنولوجي والعلمي، وزيادة عملية التبادل العلمي بين الجامعات. وأردفت، إن العالم في احتياج للتعليم العابر للحدود مما يشكل شبكة علماء عالمية، لافتة إلي ان ذلك يأتي من خلال الشراكات ثنائية القومية.