تركيا تعترف في وثيقة رسمية بأن القدس عاصمة إسرائيل أردوغان المتناقض، الذي خرج ليزعم دفاعه عن القدس، تناسي أنه هو نفسه الذي ذكر في وثيقة التطبيع مع إسرائيل منذ ما يقرب من عام أن القدس إسرائيلية..لا احد يمكن ان ينكر التناقض الأردوغاني الذي يظهر في تعامله مع المشاكل الداخلية لبلاده، وظهر ايضا في تعامله مع القضايا الخارجية، واتضح ذلك في رد فعله نحو القضية الفلسطينية في خطوة تكشف زيف دفاع الرئيس التركي عن القدس. كشف محمد حامد الخبير في الشأن التركي،وباحث في شئون العلاقات الدولية،أن أردوغان لا يكل ولا يمل من إطلاق الشعارات الرنانة، حيث إنه في الوقت الذي يدافع فيه عن القدس، نسي أنه عقداتفاقية تطبيع للعلاقات بين تركيا وإسرائيل بعد التسوية في حادث سفينة مرمرة ومكتوب في الوثيقة تركيا وعاصمتها أنقرة و(إسرائيل وعاصمتها القدس) في اعتراف صريح من اردوغان بأن القدس عاصمة لإسرائيل، حيث إن تاريخ العلاقة بينهما يعود الي عام 1949 م وكانت تركيا أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل وظلت كذلك لعقود عدة تالية. وأضاف حامد، أن ما قام به أردوغان هو المتاجرة بالقضية الفلسطينية، من خلال زعمه الدفاع عن القدس، وفي نفس الوقت يبرم الصفقات الاقتصادية والاتفاقيات مع إسرائيل، بل إن التاريخ يؤكد أن أردوغان علي مدي التاريخ لا يقوم بقطع العلاقات الاقتصادية مع أي دولة لأن الاقتصاد لديه رقم واحد، بل إن الرئيس التركي يردد تصريحات كمغامر ثم يعاود التراجع أمام كفة الاقتصاد. وأكد حامد أن الرئيس التركي أراد بموقفه نحو تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب، ما هو إلا موقف للحصول علي نقاط جديدة مستخدما قضية القدس كورقة رابحة لإظهار انه ضد الرئيس الأمريكي وأنه يتحداه، والدليل أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل يبلغ3 مليارات دولار سنويا، وازداد في السنوات الخمس الأخيرة رغم التوتر السياسي، لأن تركيا اعتبرت إسرائيل المفتاح الرئيسي لنادي الأسواق والمؤسسات المالية العالمية، وفي المقابل اعتبرت إسرائيل تركيا مفتاحا وموقعا استراتيجيا مهما للسيطرة علي الشرق الأوسط، ودخول أسواق القارة الآسيوية. وتوقع حامد أن الأيام المقبلة ستشهد تشديد العقوبات علي إيران والتي تعد حليفا لتركيا وبالتالي سيتورط إردوغان لأنه اول من تحايل علي العقوبات الدولية لإيران مما خفف وطأة الضغط الدولي علي إيران. وعلي صعيد متصل، يقول كرم سعيد باحث في الشأن التركي، ان اعلان تركيا برفض نقل سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية الي القدس هو في اطار اتخاذ موقف معنوي يتناسب مع ما يطرحه الرئيس التركي عن نفسه باعتباره رمزا للمسلمين وخليفة لهم، لكن الاهم من ذلك هو التحرك الفعلي علي الأرض، والسؤال الملح الان الذي يجب ان نطرحه هو: هل يمكن لتركيا ان تتخذ خطوات عملية علي الأرض وتقوم بقطع علاقاتها مع اسرائيل؟؟ وأوضح ان الدليل علي قوة العلاقات بين تركيا واسرائيل ان تركيا قامت بترحيل عدد من قيادات حماس وعلي رأسهم صالح الورواري من أراضيها وذلك عشية الاتفاق والمصالحة التي جرت في يونيو 2016. وأكد أن تركيا لن تذهب بعيدا باتخاذ خطوات عملية وان الاجتماع الطارئ بمنظمة التعاون الإسلامي الذي دعت له تركيا سينتهي بالاستنكار، منوها إلي ان سبب الخلاف الرئيسي بين أمريكاوتركيا هو مشكلة الأكراد التي تسبب الهاجس الأكبر لتركيا. وأوضح ان موقف تركيا يثير السخرية حيث إنها تتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية بدعمها للإرهاب وتمويل الأكراد لكنها لا تتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية بدعمها لإسرائيل بكل ما تمارسه علي فلسطين.