أسعدني قيام الإعلام المرئي والمسموع بإبراز أهمية التلاحم بين اجهزة الشرطة بقطاعاتها المختلفة مع أبناء الشعب بمختلف فئاته فأمن الوطن والمواطن منظومة واحدة لا تتجزأ وبالتالي فالمسئولية مشتركة وتحتاج إلي اليقظة التامة وعدم الانسياق وراء مروجي الشائعات التي تسعي إلي استمرار حالة الانفلات الأمني في عدة مناطق متفرقة في القاهرة وبقية المحافظات الأخري. وحتي يزداد التلاحم بين اجهزة الشرطة مع كل فئات الشعب أري ضرورة استثمار هذا النجاح الكبير الذي حققته قوات الأمن العام بقيادة اللواء محسن مراد مساعد وزير الداخلية في الايقاع بالتشكيل العصابي الذي قام في الاسبوع الماضي باختطاف الطالبة زينة عفت السادات اثناء اتجاهها إلي مدرستها بالمعادي حيث أرادوا احداث حالة من الرعب والترويع والفوضي لعائلة الفتاة المختطفة وابتزازهم بدفع فدية مالية كبيرة لاسترداد ابنتهم التي عاشت ساعات عصيبة إلي أن عادت إلي أسرتها واستطاعت الشرطة ضبط الجناة وبحوزتهم بعض الأسلحة النارية الخطيرة ومبلغ مليوني جنيه الفدية التي احضرها والدها رجل الأعمال عفت السادات. وبعد هذا الحادث الاجرامي المروع نجحت قوات قسم شرطة العجوزة في احباط محاولة لهروب مجموعة من المساجين داخل الحجز وبمساعدة الأهالي فلم يتمكن أحد من الهروب وتمت السيطرة علي الموقف الذي زاد من توطيد علامات الاخوة والمحبة بين رجل الشارع ورجل الأمن وثبت بما لا يدع مجالا للشك اننا قد بدأنا بالفعل في التعافي من حالة الانفلات الأمني حيث عادت الشرطة فعلا لا قولا لتكون في خدمة الشعب. وأعود لأقول إن الشكل الأمثل لاستثمار هذا النجاح لن يتحقق إلا من خلال العودة لوضع مجموعة من البرامج الإعلامية التي شاهدناها من قبل وكانت تقوم إدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية بإعدادها بالتعاون مع التليفزيون خلال السنوات الماضية وكانت تعرض اسبوعيا علي شاشة القناة الأولي وأذكر من بينها »مجلة الشرطة« لفاطمة الكسباني و»خلف الأسوار« لراوية راشد و»الجريمة في أسبوع« لشريف فؤاد حيث كانت هذه البرامج تلعب دورا مهما في بناء جسور المحبة والثقة بين اجهزة الشرطة وأبناء الشعب وياليت اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية واللواء إبراهيم حماد مساعده للعلاقات والإعلام يفكران في إعادة مثل هذه البرامج المهمة علي الشاشة الصغيرة مرة أخري خلال الفترة المقبلة مثلما كان يحدث من قبل حيث كنا نشاهد كل يوم جمعة في العاشرة مساء بعض هذه البرامج التي كانت تحرص كل الحرص علي تأكيد مفهوم أن الجريمة لا تفيد مهما برع مخططوها في تنفيذها. ومن ناحية أخري أطالب الإعلامية الناجحة نيهال كمال رئيس التليفزيون بتخصيص فقرة ثابتة من برنامج »طعم البيوت« لاستضافة عناصر الشرطة النسائية التي تلعب الآن دورا محوريا ورئيسيا في عدة قطاعات مختلفة من أنشطة وزارة الداخلية وهناك قصص وحكايات مثيرة تدعو للفخر والاعتزاز أري من المهم أن نسلط عليها الأضواء الآن لتأكيد التلاحم بين الشرطة مع الشعب والإعلام. وعلي الجانب الآخر أتمني أن تقوم كل الشبكات الاذاعية بتخصيص فقرات من الفترات المفتوحة علي الهواء والتي تمثل اعلي نسبة استماع للحديث عن رجال الشرطة أصحاب الاداء الرفيع والسلوكيات الطيبة الذين يعملون ليل نهار لتوفير كل عوامل الأمن والأمان للشارع المصري الذي لا شك افتقد تواجدهم خلال الفترة الماضية ومايزال ينتظر منهم المزيد من تضافر الجهود الأمنية لإحكام القبضة القوية علي كل يد تحاول العبث بمقدرات هذه الأمة التي تتطلع الآن إلي الحياة الهادئة والمستقرة وسط مناخ سياسي صحي لا يعرف الإرهاب أو الخوف من خفافيش الظلام أصحاب السلطة والنفوذ الذين حولوا حياتنا إلي هم وكرب إلي أن سلمت مصر من شرورهم علي أيدي أولادنا الأوفياء يوم 52 يناير العظيم حيث احتضن الشعب الثورة وروموزها وتولت قواتنا المسلحة الباسلة بجنودها وضباطها وقادتها حمايتها للوصول بها الي بر الامان .