لم تسئ شيرين عبد الوهاب الي مصر، ولن تسيء لاهي ولاغيرها ،مصر دولة كبيرة ذات تاريخ وحضارة ومكانة لاينال منها هذه التفاهات ،لكنها أساءت بالدرجة الأولي الي نفسها وفقدت مصداقيتها أمام جمهورها فلن يصدقها هذا الجمهوربعد ذلك وهي تغني للوطن أو تغني للحب ،ستحتاج وقتا طويلا حتي ينسي الناس أخطاءها وعثراتها التي تلاحقها في حفلاتها وفي مواقفها من تونس للشارقة ومن القاهرة الي بيروت.. أساءت شيرين لهذه الأغنية الوطنية الجميلة »ماشربتش من نيلها» التي تتردد علي ألسنة الناس لصدق وبساطة كلماتها لمبدعيها الشاعرة الشابة نورعبد الله والموسيقارعمرو مصطفي وارتبط بها الجمهورفي كل المناسبات ثم جاءت شيرين لتهيل عليها التراب ببراعة تحسد عليها.. لايختلف أحد علي موهبة شيرين الغنائية ولاعلي نجاحها وشهرتها ووصولها للقمة ،لكن الأصعب من الوصول للقمة هوالحفاظ عليها ،هذه هي الأزمة الحقيقية التي لاتدركها شيرين فهي تبدد موهبتها باقتدارتحت دعوي العفوية وهوأمرقد يتعاطف معه الناس مرة أو مرات لكنها عند شيرين أسلوب حياة،فقد امتلأت سيرتها بالمواقف المرتبكة التي تدفعها بعد ذلك للاعتذارتارة لعمرو دياب وتارة لجمهورتونس بعدما قالت خلال حفلها هناك »ابنتي لاتعرف الفرق بين تونس والبقدونس »وهي تتصورأنها تقول نكتة فاذا بها تثيرأزمة كبيرة مع جمهورالبلد الشقيق وتارة أخري وهي تعتذرللملكة رانيا بعد أن أخطأت في لقبها.. شيرين وغيرها ممن لايملكون الوعي الكافي بتوابع شهرتهم ومكانتهم ومسئوليتهم دليل واضح علي أن الموهبة وحدها لاتكفي لكي ينجح الفنان ويحقق تماسا مع الناس ،إن ادارة الموهبة علم وفن تتطلب قدرا من الذكاء الاجتماعي والثقافة التي تؤهل صاحبها للحفاظ علي ماحققه من نجاح بل واستمرار التفوق، لم تقرأ شيرين سيرالعمالقة الذين سبقوها وكيف عملوا علي احاطة أنفسهم بمفكرين وأدباء كبارمثل أم كلثوم التي ارتبطت بفكري أباظة ومصطفي أمين ،وعبد الوهاب الذي ارتبط بأميرالشعراء أحمد شوقي ،وسعاد حسني وصلاح جاهين ،وعبد الحليم حافظ واحسان عبد القدوس ليتعلموا منهم ويزدادوا خبرة وفهما بالحياة وقدرة علي ادارة موهبتهم لذا استمرفنهم وعاش رغم سنوات رحيلهم البعيدة.