السيسي يطل من »جمال عبد الناصر» علي سادس أقوي سلاح بحر في العالم 3 قواعد تحت الإنشاء وفرقاطة هدية في الطريق وطائرات »الميسترال» قريباً »الترجمة الدقيقة لكلمة قوة عظمي إقليمية، شاهدتها في المناورة »ذات الصواري». والمعني الحقيقي لتعبير القوي الضاربة وجدته في عيد البحرية المصرية أمس الأول». 10 ساعات كاملة أمضيتها في عرض البحر أمس الأول. أبحرت من قاعدة الإسكندرية علي ظهر الفرقاطة الجديدة »الفاتح» طراز »جو ويند»، إلي عمق المتوسط عند خط نهاية المياه الإقليمية المصرية، ومنها استقللت لنشاً سريعاً طراز »ريب» شق المياه لمسافة 10 أميال، إلي حاملة الهليكوبتر »جمال عبدالناصر» طراز »ميسترال»، حيث كان الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع برفقة كبار قادة القوات المسلحة أعمال المناورة البحرية التعبوية »ذات الصواري - 2017».. ومع حلول الظلام.. انتقلت من الحاملة »جمال عبدالناصر»، إلي لنش سريع آخر، أبحر وسط أمواج عالية، إلي اليابسة في مقر أحد الألوية البحرية بقاعدة »أبوقير». مشاعر الفخر تغلبت علي الإحساس بالمشقة، ومذاق السعادة يمرح في الصدر، أذاب طعم الملوحة علي الشفاه، ومشاهد »ذات الصواري» هفت بنسماتها أطيب من نسيم البحر في هذا اليوم الاستثنائي. كان أمس الأول يوماً استثنائياً في تاريخ البحرية المصرية، وقواتنا المسلحة بأكملها. عيد قواتنا البحرية هذا العام، كان جملة أعياد، ومراسم الاحتفال التي شهدها الرئيس السيسي حملت أكثر من مناسبة سعيدة. العيد الأول هو مرور خمسين عاماً علي عملية إغراق المدمرة الإسرائيلية »إيلات» عندما توغلت في مياهها الإقليمية شمال بورسعيد، ظناً بأنها آمنة في عدوانها بعد مضي أقل من خمسة أشهر علي حرب 1967، غير أن غرور العدو، قاده إلي حتفه في مياهنا المغرقة، عندما تصدي للمدمرة الإسرائيلية اثنان من لنشات الصواريخ المصرية بقيادة النقيب أحمد شاكر والنقيب لطفي جاد الله، وأصابا المدمرة، وأغرقاها بطاقمها. تلك المعركة البحرية، التي أعادت الأمل إلي قلوب المصريين، كان لها دوي هائل في الأوساط البحرية، فقد غيرت وإلي الأبد تكتيكات القتال البحري، وكانت قواتنا البحرية هي أول سلاح بحر في العالم يستخدم الصواريخ »سطح/سطح» أي الصواريخ المنطلقة من وحدات بحرية ضد أخري في العمليات القتالية. ومنذ ذلك التاريخ، أصبح يوم 21 أكتوبر من كل عام، عيداً للقوات البحرية. العيد الثاني.. كان رفع العلم المصري علي قاعدة الإسكندرية، أقدم وأكبر قواعدنا البحرية بعد التطوير الشامل الذي جري عليها، وانضمام قطع بحرية جديدة إلي سلاح البحر المصري. أُضيفت إلي قاعدة الاسكندرية أرصفة بحرية جديدة بطول أكثر من 3300 متر، وحاجز أمواج، وأكبر مأوي معدني في الشرق الأوسط للغواصات، وجرت زيادة الأعماق بنسبة 207٪، واستخدام نواتج التكريك لزيادة مساحة القاعدة بنسبة 127٪، وانشاء مهبط لطائرات الهليكوبتر، بجانب رفع كفاءة المنشآت بالقاعدة. وفي هذه الآونة، يجري العمل علي قدم وساق في إنشاء 3 قواعد بحرية جديدة بأعلي مواصفات عالمية، هي قاعدة شرق بورسعيد غرب ساحل سيناء وقاعدة »جرجوب» علي الساحل الشمالي الغربي، وقاعدة »راس بناس» علي البحر الأحمر. 4 قطع بحرية جديدة انضمت رسمياً أمس الأول إلي الخدمة بقواتنا البحرية هي حاملة الهليكوبتر »أنور السادات» طراز »ميسترال»، والفرقاطة »الفاتح» طراز »جو ويند»، والغواصتان »41» و»42» طراز »209». مصحف وعلم أهداهما الرئيس السيسي إلي قادة القطع الأربعة الجديدة، في مستهل الاحتفال بعيد البحرية أمس الأول، ثم توجه إلي الساري في قلب ساحة الاحتفال ليرفع علم مصر علي القاعدة، بينما كانت الأعلام ترتفع علي القطع الجديدة، وسط صفارات سفن البحرية المصرية احتفاء بانضمام الوحدات الأربعة. المناورة ذات الصواري، كانت مناسبة للإعلان عن عيد ثالث، هو تدشين مكانة القوات البحرية المصرية بعد انضمام القطع الأربعة وغيرها خلال العامين الماضيين، كأقوي قوة بحرية في منطقة الشرق الأوسط علي اتساعها، وكسادس أقوي البحريات في العالم، وفق تصنيف مراكز البحوث والدراسات العسكرية. منذ عامين.. قال الرئيس السيسي بعد أن رفع العلم علي الفرقاطة »تحيا مصر» طراز »فريم»: كثيرون في الخارج لا يعرفون قوة الجيش المصري. وأحيانا نجد أنفسنا في حاجة لإظهار جانب من قوته، ليعلم الأصدقاء وغير الأصدقاء، أننا دولة قوية، قادرة علي الدفاع عن أرضها، وحماية مصالحها، دون أن نعتدي علي أحد. واليوم.. تأتي ذات الصواري لتؤكد علي نفس المعني. فالقوات البحرية صارت ذراعا مصرية طويلة في البحرين المتوسط والأحمر، تستطيع حماية مياه وسواحل البلاد، وتأمين الاكتشافات النفطية في مياهنا الاقتصادية، والدفاع عن مصالحنا الحيوية خارج إقليم البلاد، وتأمين قناة السويس من مدخل البحر الأحمر عند مضيق باب المندب، إلي مدخل القناة الشمالي من البحر المتوسط. نجحت قواتنا البحرية في قطع خطوط الإمداد اللوجستية للإرهابيين في الحرب علي عدونا الرئيسي- علي حد قول الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية- وهو الإرهاب، مثلما نجحت في تغيير معظم مسارات الهجرة غير الشرعية لتبتعد عن السواحل الشمالية المصرية. وحققت قواتنا البحرية نقلة كبري بانضمام حاملتي الهليكوبتر ميسترال إلي أسطولها الحربي، فقد امتلكت القدرة علي الانتقال إلي أي مسرح عمليات لتأمين مصالح البلاد الحيوية والدفاع عن الدول الشقيقة، عبر هذه المنصات البحرية، التي تجمع في منظومة واحدة طائرات الهليكوبتر الهجومية وسفن إنزال قوات مشاة البحرية والوحدات المدرعة والميكانيكية. الترجمة الدقيقة لكلمة قوة عظمي إقليمية، شاهدتها في المناورة »ذات الصواري». ولأول مرة علي مدي 30 عاما، حضرت فيها مشروعات تدريبية ومناورات لقواتنا المسلحة، أجد المعني الحقيقي لتعبير القوة الضاربة، وألمس التغيير الملموس في الاستراتيجية العسكرية المصرية، وانتقالها من نطاق الدفاع والردع، إلي القدرة علي الاستباق والمبادرة في غير عدوان. ومن ثم، ليس مستغربا أن تطلب القوات البحرية في مختلف دول العالم، من كوريا الجنوبية شرقا إلي الولاياتالمتحدة غربا، مرورا بالهند وروسيا والدول العربية وفرنسا واليونان، الاشتراك في مناورات مع قواتنا البحرية لتبادل الخبرات معها، بعدما بلغت هذا المستوي الراقي في التدريب والتسليح. علي الفرقاطة »الفاتح» طراز »جو ويند»، شققنا عرض البحر، إلي مسرح المناورة »ذات الصواري». هذه الفرقاطة يزيد طولها علي طول ملعب كرة قدم، ويبلغ وزنها 2500 طن، وتستطيع الابحار إلي مدي 9 آلاف كيلو متر، وهي تعد قلعة مسلحة مزودة بمنظومة رصد وقتال متكاملة مضادة للسفن والطائرات والغواصات. وتسمي بالفرقاطة الشبحية لقدرتها علي التخفي وصعوبة الرصد من جانب السفن الأخري والطائرات. »جو ويند» هي باكورة 4 فرقاطات من هذا الطراز تعاقدت مصر عليها مع فرنسا، وتسلمنا هذه القطعة منذ أسابيع، ومن المقرر أن يتم تصنيع القطع الثلاثة الأخري في الترسانة البحرية بالإسكندرية، بالتعاون مع الخبرة والتكنولوجيا الفرنسية. في عرض البحر.. نزلت عبر سلالم الحبال بطول نحو ثلاثة طوابق من الفرقاطة »الفاتح» إلي لنش سريع من طراز »ريب» بين الأمواج علي صفحة البحر، لانتقل به مع زملائي لمسافة 10 أميال، في اتجاه الحاملة »جمال عبدالناصر». علي ظهر الحاملة وهي من طراز »ميسترال»، كان الرئيس السيسي يتابع من غرفة القيادة مجريات المناورة، »ذات الصواري»، وكنت وزملائي ومجموعة من قيادات القوات المسلحة نتابع من سطح الحاملة أعمال المناورة. »الميسترال» هي سفينة هجومية برمائية تحمل طائرات هليكوبتر، أشبه بحي سكني في حجمها، يبلغ طولها نحو 200 متر، وارتفاعها 15 طابقا منها 12 طابقاً فوق سطح البحر وتستطيع حمل 22 طائرة هليكوبتر و80 مدرعة، و3 وسائط إبرار ونحو 700 مقاتل بمعداتهم، ويبلغ وزنها 22 ألف طن. شاهدنا في المناورة غواصات »روميو» صينية الصنع بجانب الغواصتين الجديدتين الألمانيتين طراز (209) والمدمرات »نوكس» و»بيري» الأمريكية، بجانب الفرقاطة العملاقة الفرنسية طراز »فريم»، وشاهدنا لنشات الصواريخ طراز »سليمان عزت» و»محمود فهمي» و»علي جاد»، بجانب اللنشات السريعة طراز »ريب» الأمريكية والفرنسية والمصرية الصنع. وشاركت في أعمال المناورة المقاتلات الفرنسية طراز »رافال» و»ميراج - 2000» والأمريكية طراز »إف - 16» وطائرة الإنذار المبكر الأمريكية طراز »إي - 2 سي». هدف المناورة كان تأمين حفار بترول ضد أعمال عدائية تستهدف تخريبه، والاغارة علي ساحل جزيرة وتنفيذ عملية إبرار بحري عليها. واشتملت المناورة علي أعمال رماية بالذخيرة الحية لتدمير وحدتين بحريتين بالمدافع من الفرقاطات ولنشات الصواريخ، واسقاط طائرة معادية بصواريخ سطح جو اطلقت من لنشات الصواريخ واطلاق 3 صواريخ هاربون (سطح/سطح) بعيدة المدي التي يصل مداها إلي 180 كيلو متراً لتدمير قطع بحرية معادية، وكانت هذه أول مرة تطلق فيها هذه الصواريخ في مناورة بحرية منذ 18 عاماً. كانت نتائج الرماية هي الأخري، دلالة في دقة إصابتها وتدميرها للأهداف المعادية، علي الكفاءة العالية لرجال البحرية وتطور أسلحتهم. ومع كل إصابة، كنت أسمع هتاف »الله أكبر» من قيادات القوات المسلحة المتابعين لأعمال المناورة. وأري ملامح السعادة علي وجهي الفريق أحمد خالد قائد أسود البحر، واللواء أركان حرب محمد عبدالعزيز رئيس أركان القوات البحرية. ويشير أحد كبار قادة القوات المسلحة نحو الرئيس، وهو يقول: لا يعلم أحد مدي الجهد الذي بذله القائد الأعلي لنحصل علي الفرقاطة »فريم» والحاملتين »الميسترال»، واستثماره علاقاته الشخصية الوطيدة بالرئيس الفرنسي السابق أولاند، للتعاقد علي هذه القطع ومعها صفقة الفرقاطات »الجو ويند» ومقاتلات »الرافال»، بسعر مخفض جداً غير قابل للتكرار مع دولة أخري، لتصل إلينا في زمن قياسي علي مدي عامين فقط والبقية تأتي. علاقات الرئيس السيسي مع قادة الدول، أثمرت أيضا عن إهداء مصر لنش الصواريخ الروسي طراز »مولينا» وإهدائها فرقاطة كورية جنوبية طراز »بوهانج» والمقرر أن تصل لمصر قريباً. وابتداء من العام المقبل تكتمل صفقة الفرقاطات طراز »جو ويند» بتسلم أول فرقاطة منها تصنع في مصر، وتصل الغواصة الألمانية الثالثة طراز »209»، ومن بعدها الغواصة الرابعة. وفي غضون أسابيع.. تعلن قواتنا الجوية عن وصول طلائع طائرات الهليكوبتر الهجومية الروسية طراز »كا - 52» المقرر تحميلها علي الحاملتين »جمال عبدالناصر» و»أنور السادات»، ومعها طلائع المقاتلات المتطورة طراز »ميج - 29» المعدلة، في إطار خطة تحديث سلاح الجو المصري، وتنويع مصادر التسليح. والمفاجآت السارة تتوالي.