البحرية المصرية الأولى على مستوى العالم فى استخدام الصواريخ (سطح -سطح) لأغراض العمليات «ذات الصوارى».. تثبت كفاءة «الميسترال» و«تحيا مصر» و«الفاتح» والغواصتان الألمانيتان ولنشات الصواريخ الروسية 71 بالتمام والكمال، مرت على إنشاء السلاح بالجيش المصرى فى 30 يونيو 1946، بقرار ملكى تحت اسم السلاح البحرى الملكى، ليثبت رجاله أنهم حماة مياهنا الإقليمية، ويأتى يوم 21 من أكتوبر فى كل عام، حاملًا ذكريات بطولات حفرها «وحوش البحر» من رجال القوات البحرية المصرية، ليكون احتفالًا بعيدهم؛ تزامنًا مع إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات عام 1967. القوات البحرية احتفلت بعيدها الخمسين الأسبوع الماضى، فى حدث استثنائى بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال أكبر مناورة بحرية فى الفترة الأخيرة المعروفة ب«ذات الصوارى» بمقر القيادة فى رأس التين بالإسكندرية، حيث تضمنت الفكرة التكتيكية لمناورة «ذات الصوارى» صورة واقعية لما تقوم به القوات البحرية، من أنشطة تدريبية ومهام قتالية لحماية السواحل المصرية بالبحرين المتوسط والأحمر والمجرى الملاحى لقناة السويس. وشارك بالمناورة هذا العام أحدث قطع الأسطولين الشمالى والجنوبى «الميسترال» حاملة الطائرات، والفريم «تحيا مصر»، و«الفاتح» الفرنسية، والغواصتان الجديدتان الألمانيتان ولنشات الصواريخ الروسية ووحدات تم تصنيعها محليًا، وتم استعراض إجراءات الدفاع والحراسة للمسطح المائى لميناء الإسكندرية. وكذلك شهدت أيضًا بيانًا لإجراءات تأمين الميناء والممرات الملاحية والسفن المتحركة عبر الميناء من تهديدات المتسللين ومخاطر العائمات المعادية، من خلال عمل الدوريات المتحركة ونقاط المراقبة الساحلية ولنشات المرور لتأمين المسطح المائى للميناء، وإلقاء العبوات المتفجرة المضادة للضفادع البشرية المعادية، وكذلك إجراءات السفينة للدفاع ضد العائمات السريعة المشتبه بها، ودفع لنشات المرور السريعة لمطاردة العائمات المشبوهة واقتيادها إلى أقرب ميناء لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالها. وشملت «المناورة» قيام مجموعة من الوحدات البحرية وصائدات الألغام بتأمين الممرات البحرية والبواغيز وطرق الاقتراب من مخاطر الألغام البحرية، والتأكد من خلو الممر الملاحى من الألغام، حيث قامت إحدى السفن صائدة الألغام باكتشاف وتمييز عدد من الألغام، والتعامل معها بإبطال مفعولها أو تدميرها. وتأكيدًا لسيطرة القوات البحرية على المياه الإقليمية والاشتراك مع الأجهزة المعنية فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى، ووفقًا لسيناريو المناورة ترد معلومات تفيد بالاشتباه فى إحدى السفن وعلى متنها أسلحة وبضائع غير قانونية، وعلى الفور صدرت أوامر القيادة العامة باعتراض السفينة المشتبه بها وتفتيشها، وقامت الفرقاطة «الفاتح» بالتوجه لموقع السفينة المشبوهة واعتراضها، وإنزال جماعات الصاعقة البحرية لتنفيذ الاقتحام السطحى للسفينة باستخدام اللنشات السريعة وتنفيذ إجراءات حق الزيارة والتفتيش، حيث أفاد قائد قوة الاقتحام أنها تقوم بأعمال تخالف قوانين الدولة، وفى توقيت متزامن يتم إنزال المجموعات القتالية من الضفادع البشرية، ومعهم معداتهم جوًا باستخدام إحدى الطائرات الهليكوبتر وبحرا بواسطة غواصة فى وضع الشنور (الطفو) لتوجيه ضربات مؤثرة. وفى واحدة من أعقد المهام التى تكلف بها القوات البحرية يقوم تشكيل من المدمرات والقناصات بالبحث عن الغواصات المعادية وتدميرها، وذلك لسرية عمل الغواصات تحت سطح الماء وصعوبة اكتشافها، وتقلع طائرة هليكوبتر من سطح إحدى الفرقاطات لتأكيد موقع الغواصة المكتشفة باستخدام السونار وإطلاق طوربيد من الطائرة على الصدى المكتشف. حضر المناورة كل من القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول صدقى صبحى صالح، ورئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، وعدد من كبار رجال الدولة والمسئولين، وألقى الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، كلمة فى الاحتفال بالعيد الخمسين للقوات البحرية، أوضح فيها أن الاحتفال يأتى فى إطار الاحتفالات بالذكرى ال44 بنصر أكتوبر العظيم، والاحتفال بعيد القوات البحرية والذى جاء بمناسبة نجاح القوات البحرية كأول بحرية على مستوى العالم أجمع تستخدم الصواريخ (سطح -سطح) لأغراض العمليات وتنجح فى تدمير المدمرة المعادية. وتم عرض فيلم تسجيلى بعنوان «القوات البحرية المصرية بطولات وإنجازات»، تناول تاريخ القوات والطفرة الكبيرة التى حدثت لها منذ أيام محمد على وحتى اللحظة الحالية، وشمل الفيلم التسجيلى كل التطويرات التى حدثت لنظم ومعدات التسليح الجديدة التى انضمت للقوات البحرية المصرية وعلى رأسها حاملة المروحيات من طراز الميسترال «جمال عبدالناصر» و«أنور السادات» والفرقاطة متعددة المهام «تحيا مصر» من طراز فريم، وكذلك الغواصات ألمانية الصنع والفرقاطة البحرية «الفاتح» من طراز جو ويند، وكذلك الفرقاطة «بوهانج شباب مصر» والتى من المقرر انضمامها خلال العام الحالى. كما عرض الفيلم التسجيلى للقفزة النوعية التى حدثت للقوات البحرية على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية من تطوير للبنية التحتية ورفع كفاءة العديد من المنشآت والأرصفة البحرية، وعرض المناورات التى شاركت فيها القوات البحرية مع الدول العربية والأوروبية، ومنها التدريبات المشتركة المصرى السعودى «مرجان» والمصرى الإماراتى «زايد» والمصرى البحرينى «حمد2» والمصرى الأردنى «العقبة» والمصرى اليونانى «ميدوزا» والمصرى الفرنسى «كليوباترا» والمصرى الأمريكى «النجم الساطع» والمصرى الروسى «جسر الصداقة»، وكذلك دور القوات البحرية الكبير فى حربها على الإرهاب وحمايتها للمقدرات الداخلية بعملية «حق الشهيد» والأمن القومى العربى بعمليتى «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل». وأشار الفريق أحمد خالد إلى أن الاحتفال شهد رفع العلم المصرى على 4 وحدات بحرية منضمة حديثًا للقوات البحرية المصرية، وتضمنت الوحدات حاملة المروحيات (أنور السادات) طراز ميسترال، غواصتين طراز 209، والفرقاطة (الفاتح) طراز جو ويند، ليضاف ذلك إلى ما تمت إضافته للقوات البحرية من وحدات قتالية من الطراز الأول، موضحًا أن العدو الرئيسى لمصر هو الإرهاب وهو الأمر الذى أعلنته فى جميع المحافل الدولية وتواجهه بكل قوة وتسعى لتجفيف منابعه بكل حزم ليس فقط على المستوى العسكرى ولكن على المستوى الفكرى، حيث يقوم رجال البحرية بدور حيوى فى قطع خطوط الإمداد اللوجيستية للإرهاب من نقل المقاتلين وتسليحهم عبر البحر والقيام بمواجهة قوية حاسمة ضد أى أعمال إرهابية فى منطقة مسئوليتها بالبحر. وكشف قائد البحرية، أن الاكتشافات الحالية لمصادر الطاقة بالبحر بالمنطقة الاقتصادية وعلى مسافات بعيدة من الساحل المصرى لها دور مهم فى تحديد استراتيجية البحرية، والتى تعمل ضمن منظومة القوات المسلحة، وتهدف فى المقام الأول إلى حماية مصر وشعبها العظيم ومقدراته وثرواته وتطلعاته وآمال الأجيال القادمة لحياة أفضل، منوهًا إلى أنه تم الشروع فى بناء قواعد بحرية جديدة، فى مواقع جغرافية مختارة، تسمح بتحقيق السيطرة البحرية على قطاعات عدة، وتضمنت أيضًا تطوير القواعد البحرية الحالية من حيث المنشآت والبنية التحتية، بنمط موحد وتطوير الأرصفة، لتسمح باستقبال وحدات بحرية ذات حمولات وغاطس حتى مستوى حاملات المروحيات. واستعرض - فى شرح مختصر - حجم أعمال التطوير التى تمت بقاعدة الإسكندرية البحرية، والانتهاء من إنشاء أرصفة بحرية جديدة بطول 3734 مترًا، بزيادة قدرها مائة واثنين فى المائة مقارنة بالوضع قبل التطوير، وإنشاء حاجز أمواج متصل يصل إلى 5 كم مع إنشاء أكبر منشأ معدنى مغطى للغواصات فى الشرق الأوسط مع زيادة الأعماق لاستقبال جميع حمولات السفن بنسبة زيادة تصل إلى مائتين وسبعة فى المائة من المستهدف، مع استغلال نواتج التكريك لاكتساب القاعدة لمساحات إضافية وصلت لأكثر من 127 فى المائة من مساحتها السابقة، مع ما تضمنه من أعمال تطوير كامل للبنية التحتية ومرافق وشبكات وتطوير لشبكات الطرق وتوسعتها بحرارة المرور الإضافية مع تزويدها بالعلامات اللازمة للتدفق الحركى بالتنسيق الكامل للموقع العام، كما تم إنشاء مهبط للطائرات الهيلكوبتر، يسع حتى 4 طائرات متعددة الحمولة، كما تم تطوير ورفع كفاءة المنشآت بالقاعدة، وذلك بما يتناسب مع المنظور العام للقواعد البحرية العالمية والأحوال الجومائية السائدة فى المنطقة. وأشار إلى أنه تم لأول مرة تنفيذ تدريبات مشتركة فى جنوب شرق آسيا مع القوات البحرية لكوريا الجنوبية، وفى المحيط الهندى مع البحرية الهندية، وفى شمال المحيط الأطلنطى مع البحرية الفرنسية.