لم تدم علاقتهما طويلاً.. وعلي عكس توقعات الجميع خط القدر بعد الايام الاولي للزفاف سطور نهاية قصتهما القصيرة .. ظهرت خلافات كبيرة في طباع ووجهات نظر العروسين الا أن الزوجة تخيلت أنها المرحلة الاولي لكل زواج وأنهما في حاجة فقط لبعض الوقت كي يتأقلم كل منهما مع الاخر .. لكنها كانت مخطئة الظن.. اكتشفت بمرور الايام أن حديثه المقتضب معها كان بالفعل إهمالا لها وأن جلوسه مختلياً بنفسه لم يكن سوي عزوف حقيقي عنها وأن نظرات عينيه الزائغة علي غير هدي كانت حقا عدم اكتراث منه بوجودها في حياته. أدركت وقتها أنها لا تسكن روحه مثلما تمنت لكنها لم تيأس من المحاولة لغرس بصمة روحها في قلبه وحياته. شهور طويلة تقدم كل ما تملك من مشاعر وما لا تملك من صبر وتحمل دون أن يتحرك شئ من مشاعره الباردة حتي سئمت... وجاءت الطامة الكبري عندما علمت بأنه يتحدث مع احداهن ورأت أن وجهه يشرق ويزهو فقط حينما يحادثها .. جن جنونها وشعرت أنها كالمغفلة طوال شهور زواجها التي لم تعلم قبلها ولا بعدها أن زوجها لديه قصة حب تغنيه عنها تلهيه عن الوجود.. بعد أن أفاقت من صدمتها قررت البحث بين كلماته عن سبب زواجه منها طالما أن في حياته أخري.. استجمعت نفسها وواجهته ولأول مرة ينصاع لحديثها ولا يعارض محاولاتها في انتزاع الكلام من بين شفتيه واعترف أمامها بأنه يتألم بشدة لفراق حبيبته الاولي التي تزوجت وتركته منذ سنوات .. هالها ماسمعت وسألت نفسها أي رجل تزوجت؟ هذا الذي لا يتردد عن خيانتي ولا يتورع عن عشق وإقامة علاقة مع امرأة متزوجة؟.. وأمام اجابة هذه التساؤلات لم تجد مفراً من أن تتخذ قرارها بالرحيل دون ان تلتفت اليه.. إلا أن شيئا ما تحرك بداخلها جعلها تتريث قليلاً.. اكتشفت العروس أنها تحمل في أحشائها ثمرة هذا الزواج التعيس، هاتفت زوجها من منزل والدها لتخبره بحملها وظنت أنه سيطير اليها لكنها أغلق السماعة دون أن يعلق علي ما سمع وانتظرته طوال أشهر حملها عله يأتي فأدركت أنها الخاسرة كلما استمرت هذه العلاقة فقررت الانفصال عنه وبالفعل طلقت منه علي الابراء لأنها لا تريد منه أي شئ سوي أن تحرره من ارتباطه بها وأن تحرر نفسها من قيد الذل علي كرامتها..وبعد الطلاق بعدة شهور جاءت اللحظة الحاسمة ووضعت طفلهما لكن والده لم يحضر ليراه أو يتلمس أنامله التي تحتاج التشبث به.. وبعد أن استعادت الام صحتها طالبت والد طفلها بدفع مصروفات الولادة الا انه رفض دفع المبلغ وهو 10 الاف جنيه متعللاً بأنها طلقته علي الابراء وبالتالي لا حقوق لها عنده.. لم تجد الام أمام تعنت وظلم مطلقها سوي اللجوء الي القضاء الذي قضي في أول درجة برفض الدعوي تأسيساً علي ان الطلاق تم علي الابراء فقامت الام بالاستئناف وقضت المحكمة ان الابراء الذي يرد في اشهار الطلاق يشمل كل ما يتعلق بحقوق الزوجية والحقوق الناشئة عن الطلاق الخاصة بالزوجة اما غير ذلك من الحقوق فإن الإبراء لا يشمله فهو يقتصر فقط علي النفقة الزوجية والعدة وأجل الصداق ونفقة المتعة وهي الحقوق التي تملك الزوجة اسقاطها عن الزوج بالابراء.. أما حقوق المطلقة الاخري مثل نفقة الصغير وحضانته فلا ترد ضمن الحقوق الشرعية وكذلك مصاريف ولادته فنفقة اخراجه من رحم امه تدخل ضمن حقوقه التي لايمكن للأم ابراء الاب منها، وعلي هذا قضت المحكمة بقبول الاستئناف والغاء حكم اول درجة وبإلزام الاب بدفع مبلغ 10الاف جنيه مصاريف انجاب طفله. صدر الحكم برئاسة المستشار محمد عزت الشاذلي وبعضوية كل من المستشارين يسري حافظ وحامد راشد.