منذ أن قامت ثورة الشباب في الخامس والعشرين من يناير والأحداث تتوالي وتتعاقب.. وكأن بركان قد لفظ ما بداخله من حمم وشوائب.. وما أعجب ما كشف عنه بركان الغضب.. فساد مستشري.. ورموز تتساقط.. وألوان من الظلم والجبروت كانت تنصب علي رؤوس ذلك الشعب الطيب.. سلب ونهب للمال العام.. بطون امتلأت وأجسام تشحمت وجيوب انتفخت وثروات تضخمت.. وأناس لا يجدون قوت يومهم.. ناهيك عن تفشي المحسوبية وغياب العدل.. والتسلط وعدم الاحترام.. وضياع الحقوق وتكميم الأفواه.. بهرت الثورة العالم كله لأن صناعها من الشباب الواعي المتفتح الحساس الذي أراد أن يغير تلك الحياة القاتمة الكئيبة.. وفي نفس الوقت أعطي القدوة والمثل.. فرأينا كيف استطاع هذا الشباب في ملحمة وطنية رائعة أن يحمي أهله وممتلكاته العامة والخاصة من أعمال الترويع والتخريب التي قام بها عدد من القتلة والبلطجية واللصوص والمارقين والخارجين علي القانون والهاربين من السجون في ظل غياب أمني متعمد.. كما ضربوا المثل في قيامهم بنظافة بلدهم بعد ان هدأت الأحداث.. وكما فعلوا ذلك كله فإنهم هم وحدهم متشابكة أيديهم مع أيدي أفراد الشعب كله قادرون علي الحفاظ علي تلك المكتسبات، ولن يسمحوا لأحد أن يعبث بها أو يعطل مسيرتها لتلحق مصر في أقصر وقت ممكن بمن سبقوها كدولة ديمقراطية متقدمة في جميع المجالات.