06 عاماً عاشتها جماعة الاخوان المسلمين في دهاليز العمل السياسي تحت اسم »المحظورة« بينما فتحت لهم ثورة 52 يناير بابا جديداً نحو ممارسة العمل السياسي من خلال حزب شرعي. وأعلنت الجماعة عزمها عن تأسيس وإعداد برنامج يتوافق متطلبات المرحلة التي تستهدف الوصول الي نموذج الدولة المدنية التي تقوم علي الديمقراطية وإحترام الحريات. ولكن علي الجانب الاخر أكد عدد من القوي السياسية علي تخوفهم من إعلان الجماعة تأسيس حزب سياسي باعتبار أن ذلك يتناقض وأهم مبادئ الديمقراطية وهي المواطنة.. هل الحزب سيكون الحل السحري لإعطاء الاخوان المسلمين الشرعية اللازمة لممارسة العمل السياسي التفاصيل في السطور التالية في البداية يقول د. محسن راضي القيادي بجماعة الاخوان المسلمين إن حزب الحرية والعدالة هو حزب مدني ديمقراطي له هويتة الاسلامية طبقا للمادة الثانية من الدستور حيث ان اغلبية المصريين من المسلمين مما يصفها بأنها دولة اسلامية ويمثل الحزب جماعة الاخوان المسلمين ولكن لن تقوم الجماعة بإدارته مؤكدا ان الحزب هو جناح الجماعة السياسي حتي يكون للجماعة شرعية في تبادل السلطة مع الاخرين. ويضيف أن الحزب الجديد يفتح أبوابه أمام جميع افراد الشعب رجالا ونساء اقباطا ومسلمين كلهم سواء ولكن لن يتولي رئاسته قبطي أو امرأة ولكن ربما يتمثلون في بعض اللجان والنماذج الإدارية موضحا ان الجماعة شأنها مثل أي كتلة سياسية بها بعض الاختلافات ولا نطلق عليها انشقاقات أو صراع تيارات ومن يرفضون اقامة حزب ولكن هؤلاء سيعلمون لاحقا ان هذا الامر في مصلحة الجماعة وسيكونون هم أول المروجين له. النموذج الإيراني وقال. محسن راضي ان الجماعة تؤمن بالمواطنة فللرجل حقوق تتساوي بالمرأة وكذلك المسلم وغير المسلم بشرط الا يتنافي ذلك مع ضرورة ان كل قانون يصدر يجب ان يتوافق مع الشريعة الاسلامية وان يكون رئيس الدولة رجلا مسلما ولكن يمكن ان يشغل القبطي او المرأة اي منصب وزاري او مؤسسي فهذا حقه مؤكدا ان فكر الحزب هو فكر الجماعة ولا يوجد فيه اي خروج عن الشرعية والمواطنة..ويرفض راضي النموذج الايراني للدولة الاسلامية موضحا انها تقوم علي المرجعية الشيعية المتشددة بينما يؤكد علي مواءمة أسلوب الحكم في تركيا للأوضاع في مصر والذي اعتبره احد روافد جماعة الاخوان المسلمين. وهاجم راضي الصحف والقنوات المصرية الرسمية منها والمستقلة مشيرا الي ان الصحافة القومية تملكها الحكومة وبالتالي لا تعبر الا عنها أما الحزبية والمستقلة فإنها تلبس قناع الحرية وتؤدي دور المعارضة المزيفة ولكنها في الحقيقة كانت تخدم النظام وتعمل وفقا لمصالحه وكذلك هو الحال بالنسبة للقنوات الفضائية ويجب علي وسائل الاعلام ان تفهم خطورة الوضع الذي كانت فيه الجماعة وان يتحرروا من قيودهم ويعملوا باسلوب ديمقراطي يطرح الرأي والرأي الاخر حيث كانت تتعمد تلك الوسائل تشويه صورة الاخوان باعتبارهم فزاعة مؤكدا ان هناك بعض وسائل الاعلام تلونت كالحرباء بعد اندلاع الثورة وفضح أمرها ونفرها الشعب ويجب علي القائمين علي هذه المؤسسات الخروج الي الشعب والاعتراف بأخطائهم. ويؤكد ان اتصالات الجماعة بالدول الاجنبية والاوربية سارية وبصورة مكثفة وكذلك جميع القوي الوطنية وذلك لان البلد قوي فمصر اكبر دولة بالشرق الاوسط ويجب ان نتعامل مع اي دولة اخري بمبدأ الندية وجميع الحقوق العربية وذلك سيكون مطلبا شعبيا فعندما تصل قوي وطنية الي السلطة يجب ان تتعامل بقوة مع نظيرتها الاجنبية وعن مواصفات الرئيس القادم فيقول انه يجب ان يختاره الشعب ويلتفوا حوله حتي ولو كان رجلا قبطيا او امرأة ووقتها سيسانده الاخوان لانه نابع من ارادة الشعب. برنامج مختلف أما د. سعد الكتاتني وكيل مؤسسي حزب الاخوان المقرر تأسيسه والمتحدث الرسمي للجماعة فيؤكد أن برنامج الحزب يختلف عما تم إعلانه مسبقا لأن هناك مستجدات علي الساحة تتطلب ان يتواءم معها برنامج الحزب مشيرا الي انه تم الاتفاق علي الملامح الرئيسية للبرنامج وأهمها أن يتم العمل وفقا لنظام برلماني وليس رئاسيا بهدف تحديد اختصاصات الرئيس وأن تكون هناك سلطة رقابية ملزمة ونقترح في البرنامج ضرورة تعديل الباب الثاني من أحكام الدستور بالكامل. الوطني والأخوان وأشار الي ان الجماعة أعلنت عدم نيتها الترشح لانتخابات الرئاسة في هذه المرحلة كذلك عدم خوض انتخابات مجلسي الشعب والشوري بكامل كوادرها وذلك لإتاحة الفرصة أمام القوي الوطنية والأحزاب. وقال انه لم تكن هناك معارضة من قبل والساحه لم يكن عليها سوي قطبين وهما الحزب الوطني والإخوان المسلمون وبالتالي فان مشاركة الاخوان في الفترة الحالية بكامل طاقتهم في ظل عدم توازن الأحزاب سوف يؤدي لنفس المشكلة وهو احتكار الحياة السياسية لحساب طرف واحد ولن يخلق التعددية ولن يعطي فرصة للأحزاب لتستجمع قواها وتعيد بناء قوامها وهذا مطلوب بإلحاح لمعالجة الضعف في الحياة السياسية وقال انه لا توجد استعدادات خاصة للانتخابات البرلمانية المقبلة نظرا لأن الاستعدادات قائمة بالفعل حيث لم يمر شهرين علي الانتخابات الأخيرة ولكن لن نطرح كل مرشحينا..وأضاف أن ما تمر به مصر الان هو مرحلة تسليم السلطة بينما المرحلة الانتقالية ستبدأ بعد انتخابات الرئاسة والانتخابات التشريعية لأنه سيتم فيها مراجعة كثير من القوانين وصياغتها وسنختبر بالفعل الحياة الديموقراطية. وأوضح انه سيتم انشاء قناة فضائية لتكون معبرة عن الجماعة والحزب ككيان كامل بينما إصدار جريده سيأتي بالتبعية بمجرد تأسيس الحزب رسميا. دور مصر وقال الكتاتني ان مرشح الرئاسة لهذه الفترة يجب ان تكون لديه رؤية حول كيفية استعادة دور مصر إقليميا ودوليا واصفا ذلك انه من أهم الأهداف ويحتاج الي عمل كثير ولا يجب ان نبحث عن نموذج لدولة ونقوم باستنساخه لنطبقه في مصر باعتباره الشكل المثالي للدولة المدنية وأن لكل بلد خصوصيته وما يلائمه وأكد ان مجلس الشوري الجماعة ليس له علاقه بالنقاش في تفاصيل الحزب أو اختيار أسماء المؤسسين لأن هذا شأن مكتب الارشاد ولم يحدث خلاف بين أعضاء الجماعة في هذا الشأن وقال ان المرشد العام لن يكون رئيس الحزب..ونفي د. الكتاتني فكرة القلق من إثارة مشاكل حول انشاء حزب يعتمد علي مرجعية دينية قائلا ان ذلك يستند بالأساس علي الدستور المصري كما انه لا يوجد مانع من أن يؤسس المسيحيون حزبا أو غيرهم وأضاف ان حزب الجماعة لن يتدخل في العقائد مؤكداً أن برنامج الحزب لن يتعدي علي الخصوصية العقائدية لأي طرف كما انه إذا ما كنا سوف نطبق التعددية بالفعل فسوف يترتب علي ذلك ان لكل طرف رأيه الذي لا يجبر أحدا عليه وأي قضيه نضعها محل نقاش. وحول استهلاك طاقة المجتمع في نقاش وجدل من هذا النوع قال د. الكتاتني أننا لازلنا »نجرب« الديموقراطية وبالتأكيد سيتطلب الأمر عدة سنوات حتي يستوعبها المجتمع بشكل صحيح.