نعم هناك حالة من الغليان تسري حاليا بين الصحف القومية بعد أن أصيب الشعب كله بصدمة شديدة في كثير من رؤساء تحرير هذه الصحف وفوجئ الجميع بتحولهم في يوم وليلة إلي ناكرين لجميل النظام الذي أتي بهم علي رأس هذه الصحف وتحولوا في اليوم التالي مباشرة لرحيل الرئيس مبارك إلي نهش كل رموز هذا النظام السابق وعلي رأسه الرئيس مبارك نفسه ولبسوا وجها آخر.. وقفزوا في الهواء فرحا بإنتصار ثورة الشباب ..وبدأوا يهيلون التراب علي هذا النظام السابق مع أنه هو الذي أتي بهم يصفونه بأقذع الألفاظ وينشرون كل الشائعات التي بدأت تنتشر بين الكثيرين وكأنها حقائق ليقدموا لنا صورة قبيحة لإعلام التشهير..بل وصل التبجح عند الكثيرين منهم أن وضع بعضهم نفسه في صف المعارضة ويقول إنه كان أول من كتب ضد النظام وإنتقده بل وإنتقد الرئيس مبارك في كثير من المواقف !! إن مايحدث الآن بكل المقاييس عار مهني وسقوط أخلاقي لم يتوقعه جميع القراء من رؤساء تحرير هذه الصحف القومية بعد أن ضاعت فضيلة الموضوعية بين هؤلاء الذين تحولوا بقدرة قادر في ساعات قليلة إلي معادين لهذا النظام السابق الذي جاء بهم خلال السنوات الماضية كمجموعة من الهواة ليضعهم علي هذه المقاعد دون سوابق مهنية حقيقية وكانت معايير الإختيار لهم وقتها هو فقط قدرتهم علي إظهار الولاء له ونفاقه والكتابة الفجة التي لاتستند إلي التحليل والفهم وتخصصوا في الكذب علي الشعب وتضليله عن الحقيقة والواقع لقد كانوا أول من طالب قبل أن يتنحي الرئيس بضرورة أن تضرب السلطة بيد من حديد هؤلاء المتظاهرين في ميدان التحرير لكن بعد أن تنحي الرئيس خرجوا ليتندروا عن كيف جمع هذا الرئيس المخلوع كما قالوا 07 مليار جنيه من أموال الشعب ..فعلوا ذلك دون أن ينتظروا أي دليل أمامهم ياسبحان الله لذا أري أن هذه القيادات الصحفية لم يعد مقبولا أن تستمر في هذا التزييف من جديد وإختصار اللحظة التاريخية من مجرد الإنتقال من مرحلة إلي مرحلة أخري لأن القارئ قد أصبح أذكي من كل الكتاب والكتابات وأنا لا أعرف كيف ينظرون حاليا لأنفسهم وكيف سيبررون لأبنائهم كل في أسرته سبب تحولهم هكذا مثلما تفعل الحرباء؟ وماذا سيفعلون لو إفترضنا لاقدر الله أن النظام القديم الذي أتي بهم قد عاد مرة أخري هل سيقفون ضده ويستمرون في مهاجمته مثلما يحدث الآن أم سيطالبون بشنق شباب هذه الثورة التي قامت ضد هذا النظام في ميدان عام؟ وهل سيبدأون إذا إستمروا في مواقعهم في نفاق الرئيس القادم مثلما نافقوا من سبقه؟ أم ماذا سيفعلون؟ أقول هذا قبل أن تنهار هذه الصحف القومية ويدوسها القراء بالأحذية بعد أن يفقد القراء الثقة فيها تماما بسببهم أقولها حتي لايأتي اليوم الذي نجد فيه هؤلاء يهربون من مؤسساتهم من الأبواب الخلفية خوفا عليهم من بطش العاملين بهذه الصحف بهم لذا أقول لهم إنقاذا لهذه الصحف ..وإنقاذا للوعي المصري ..إستقيلوا الآن.. يرحمكم الله.