لم يكن انقلاب الشيخ حمدبن خليفة آل ثاني والدتميم حاكم قطر الحالي علي ابيه يوم الثلاثاء 27 يوليو 1995 إلا حلقة واحدة ضمن سلسلة طويلة من الانقلابات والمؤامرات عرفتها أسرة آل ثاني منذ ظهورها علي الخريطة العربية قبل »150» عاماً.. فقبل ذلك التاريخ كانت قطر جزءاً من مملكة البحرين! ففي صباح ذلك اليوم شهد مطار الدوحة وداعاً حاراً لامير البلاد الشيخ خليفة.. وفوجئ القطريون بابنه حمد وكان يومها وزيراً للدفاع ينحني ويقبل يده ويبكي بكاءً حاراً وهو يودعه وسط دهشة الحاضرين من أسرة آل ثاني الذين اسعدهم »بر» الشيخ حمد لابيه!! وما أن غادرت طائرة الأب خليفة المطار وحلقت بعيداً عن الاجواء القطرية حتي أذاع التليفزيون القطري بيانه رقم »1» وفيه يعلن تولي الشيخ حمد مقاليد الحكم مما جعل شيوخ »آل ثاني» والذين كانوا في وداع الأب المسافر يشعرون بالحرج فقد خدعهم حمد بدعوتهم لوداع ابيه المسافر ثم فوجئوا بالتليفزيون يعرض صورهم مؤيدين للشيخ حمد وغدره بوالده وكانوا جميعاً من رجاله.. فبدا الأمر وكأنهم مشاركون ومباركون لما حدث!! لم يكن انقلاب حمد علي ابيه الأول من نوعه.. فقد عاشت قطر منذ ظهورها سلسلة طويلة من الانقلابات. كان ظهورها علي الخريطة العربية لأول مرة عام 1868 مؤامرة قادها الشيخ قاسم »آل ثاني» ضد شيوخ البحرين »آل خليفة» للانفصال بمباركة من المعتمد البريطاني يومها في الخليج »لويس بيلي». وبعدها بسنوات لم يستقر الحكم »لآل ثاني».. فبعد انفصالهم عن البحرين قام حمد الكبير بتعيين اخيه »علي» حاكما للبلاد.. بدلا من ابنه خليفة جد الامير تميم ووالد حمد الذي انقلب عليه. وبدلا من ان يرد »علي» الجميل لشقيقه فوجئ القطريون بالشيخ »علي» يعين ابنه أحمد حاكما للبلاد.. وخليفة ولياً للعهد.. فما كان من خليفة إلا أن قام بانقلاب واستولي علي الحكم. هكذا زرعت شجرة »آل ثاني» الخبيثه في الأرض العربية.. وللحديث بقية!!