توقعت منذ الوهلة الأولي أن تثير الثانوية العامة الجديدة التي أطلقها د.طارق شوقي وزير التربية وطرحها في مؤتمر أخبار اليوم للتعليم جدلا كبيرا داخل كل أسرة مصرية خاصة التي فهمت خطأ أن هذا النظام الجديد سيتم تطبيقه بدءا من العام القادم وهذا غير صحيح لأنه لو تم إقراره سيتم تطبيقه علي من سيلتحق بالصف الأول الثانوي. وقد أصاب طرح د.شوقي للثانوية العامة الجديدة ردود أفعال متباينة أكثرها كان تجاه رفض الفكرة بعد أن أعلن أن مدتها ستكون ثلاث سنوات ، وأن درجاتها ستكون تراكمية تشمل هذه الثلاث سنوات حيث يري معظم أولياء الأمور الثانوية العامة بهذه الصورة ستلهب ظهور الطلاب وأولياء الأمور بالدروس الخصوصية لمدة ثلاث سنوات بدلا من سنة واحدة حاليا وبالتالي تزيد الأمور تعقيدا أكثر مما هي عليه الآن. والاعتراض الثاني علي ماأعلنه الوزير بأن مدة صلاحية هذه الشهادة ستكون خمس سنوات يمكن للحاصل عليها أن يؤجل التحاقه بالجامعة لحين تهيئة نفسه لذلك ، ويلتحق بسوق العمل ثم يعود للدراسة الجامعية وكأن وزير التعليم لايعرف حقيقة سوق العمل المتخم بالمتعطلين من خريجي الجامعات والمعاهد العليا ومدارس التعليم الفني ، فكيف سيجد خريج الثانوية العامة فرصة عمل حتي يؤجل التحاقه بالجامعة لعدة سنوات ؟ وهل إذا وجد فرصة عمل سيأتي بعد عامين أو ثلاثة ويتنازل عنها ويذهب إلي الجامعة بعد أن يكون قد حصل علي فرصة عمره بوظيفة جديدة قد لاتتوفر لغيره بسهولة وسط واقع البطالة الذي نعيش فيه ؟ وهل شهادة الثانوية العامة ياسيادة الوزير تؤهل بالفعل أي طالب حاصل عليها لسوق العمل ؟ وهل إذا عاد للجامعة بعد عدة سنوات ماهو الذي بقي في ذاكرته من مواد الثانوية العامة حتي يكمل تعليمه الجامعي علي أساسها بعد أن يكون قد نسي كل شيئ ؟ وسؤال أخير لوزير التربية والتعليم : هل خريج الثانوية العامة سيتم تجنيده خلال فترة الخمس سنوات هذه ويقضي مدة أطول بالقوات المسلحة قد تصل إلي ثلاث سنوات مثلما يحدث الآن لطالب الثانوية العامة الذي قرر عدم تكملة تعليمه ؟ أم سينتظر ثم يدخل الجامعة بعد ذلك ، وعندما تنتهي فترة السماح له بتأجيل التجنيد يتم تجنيده إجباريا وينقطع عن الدراسة الجامعية مرة أخري ؟ سيادة الوزير أرجو أن تقرأ المقال مرة أخري.